
تستمد المجموعة القصصية "كنفاه" عنوانها من إحدى قصصها، وهو اسم مستوحى من فن التطريز على النسيج برسوم ملونة، كما يظهر في تصميم غلافها، في إشارة رمزية إلى تفاصيل الحياة المتداخلة التي تنسجها القصص. تمنح المجموعة صورة غنية عن المجتمع وتحمل في طياتها دعوة للتأمل في مصائر الشخصيات وصراعاتها الداخلية.
تضم المجموعة عددا من النصوص القصيرة التي تتشابه في حجمها لكنها تتنوع في شخصياتها وخلفياتها الاجتماعية، حيث تقدم نماذج مختلفة مثل أمهات من الطبقة الوسطى، مراهقات، وأفرادا من طبقات فقيرة، كما تسلط الضوء على شخصيات تعيش تجربة الاغتراب. والمشترك الأبرز بين أبطال القصص هو معاناتهم من الأسى الخفي، إذ تجمعهم محاولات مستمرة للبحث عن السعادة وسط يأس متولد عن تجارب حياتية قاسية تركت أثرها العميق في نفوسهم.
تميزت قصص المجموعة بأسلوب سردي مقنع، حيث جاء صوت كل شخصية متفردًا ومتماشيًا مع طبيعتها، رغم اختلاف الضمائر المستخدمة بين السرد بضمير الغائب والمتكلم. وتتناول القصص مواضيع مثل الاكتئاب، الاغتراب، العلاقات الأسرية، قهر العمالة الوافدة، وتأثير الماضي على الحاضر، وذلك من خلال شخصيات تنتمي لطبقات مختلفة داخل الكويت وخارجها. وجاء السرد هادئا وعميقا، بعيدا عن التكلف أو الغضب، مع حبكات فلسفية وإنسانية تقدم مفارقات مؤثرة، حيث يظهر الأسى في خلفية الأحداث دون أن يكون معلنا، عبر همسات سردية خافتة تعكس ألم الشخصيات الصامت.
استخدمت الكاتبة لغة سردية بليغة تناسب أجواء النصوص، واستعانت بالمفردات التراثية في بعض القصص، مثل قصة "فريج"، وهي أطول قصص المجموعة وتعكس الحياة الكويتية قبل النفط، حيث تربط بين جيلين مختلفين، مستعرضة التحولات الاجتماعية من زمن الحياة البسيطة إلى العصر الحديث.
تتنوع القصص بين الطابع الواقعي والتأملي، كما في قصة "هي التي تكلم الأشجار" والتي تختلف عن بقية قصص المجموعة لطابعها التأملي شديد الشعرية، إذ مزجت بين الحلم والواقع.
ولقد اشتهرت الكاتبة الكويتية "نجمة إدريس" بكتاباتها الشعرية التي رافقت مسيرتها الإبداعية لسنوات، قبل أن تتجه إلى عالم السرد الروائي، حيث أصدرت أعمالا مثل "حدائقهن المعلقة" و"سيرة الغائب" وغيرهما. وتأتي كنفاه ضمن أحدث أعمالها، وتميزت بتنوعها بين الواقعية والبعد التاريخي.
جائزة الملتقى للقصة القصيرة تأسست عام 2015، وتعد من أبرز الجوائز العربية الذي تقدم لدعم الكتاب العرب (الجزيرة)
عن جائزة الملتقى
جدير بالذكر أن جائزة الملتقى أسسها الأديب الكويتي "طالب الرفاعي" بهدف تعزيز فن القصة القصيرة في العالم العربي وتشجيع الإبداع الأدبي بالشراكة مع الجامعة الأميركية في الشرق الأوسط بالكويت، والتي تعد الراعي الرئيسي للجائزة، عقب توقيع مذكرة تفاهم بين الملتقى الثقافي والجامعة الأميركية في الكويت يوم 26 أكتوبر/تشرين الأول 2015.
ولدعم الكتاب العرب في مجال القصة القصيرة وإبراز الإبداع الأدبي العربي عالميا، تقدم الجائزة مكافأة مالية للفائزين، بالإضافة إلى ترجمة الأعمال المرشحة للفوز إلى اللغة الإنجليزية، مما يتيح الوصول إلى جمهور عالمي أوسع.
وقد فاز بها في الدورات السابقة كتاب من عده دول مثل المغرب والعراق وسوريا ومصر وفلسطين.
المصدر : رويترز