محمد ناجي أحمدو
.. من عباد الله قوم رضي الله عنهم، فجعلهم علامات شاهدة في الأرض ليقيم بهم الحجة، يصبرون على ضنك العيش وقساوة الظروف، ويتعالون على المغريات فيجسدون حياة يراها غيرهم ضربا من الخيال، همهم الله، وتطبيق أوامر الله واجتناب نواهيه، فلله هم، ويا حسرتنا نحن الذين أسرفنا في جنب الله.
لكن عزاءنا، أنا والله نحبهم ونغبطهم ونرجو أن نحشر معهم، فالمرء مع من أحب..
من أولئك فخر تكانت بل فخر موريتانيا بل فخر الأمة، الذي عاش في ذرى ظهر تكانت الأشم، فوق صهوة كلاكه، التي تعيى دونها فرص الوعول، انعزل هناك، لكن التلاميذ والمقتبسين عشوا إلى سناه، فسار هديه شرقا وغربا، وعبر قارات الدنيا الخمس، وفي الملأ الأعلى الذكر الأرفع، والخير مثوبة عند ربك.
ملأت فضاء التويتر اليوم التدوينات الموتورة الصادقة الصادرة من القلب وإلى القلب، تبكى طود موريتانيا.
تدوينات بشتى لغات العالم، كان قاسمها المشترك وسم المرابط الحاج، والمرابط الحاج ماركة علم وعمل وهدى ونور وضياء، يهدي الله لنوره من يشاء.
***
كان الشيخ الحاج بن فحفو من أوتاد العلم والتقى؛ الذين بهم تثبت أرض الله..
حزينة موريتانيا اليوم.. ومكلوم هو دين الله اليوم.. وثكالى هم طلاب العلم وعامة المسلمين..
لم ألق الرجل يوما.. لكنني أحسبه من الحواجز التي كان بقاؤها فينا أمانا من الشر والمكروه..
***
حج بيت الله راجلا قبل ثمانين سنة، بعد أن نهل من العلوم وعل، وعاد إلى حيث ألقى رحله هو والزهد والعلم.. بعيدا عن بهرج الدنيا وزينتها..
***
عاش منعزلا في جبال تكانت؛ لكن ألقه طاف الكون؛ وأضاء زوايا العالم..
زهد في ما بأيدي الناس؛ فأحبه الناس..
الحاج ولد فحفو شعلة نور تحيل إلى زمان الطهر والنقاء والطيبة؛ وكل تلك الأشياء الجميلة التي نبحث عنها ولا نجدها..
الحاج ومضة من عبق المرابطين؛ ونثار نور كان يضيء عتمة ليلنا..
......."