الاحيٌُُ في سُبَيخة الوحش يسأل
أو انتِشِلِيتَ هل هنالك منزل ؟
وهل بِتَبَمْبَيْتَ وتنْوَالَمِينَ ما
من الماء يسقي من يرودَ فينهل
وهل آئِم المعروف بين أگانِنا وأوكارنا
وبين أمُشْتيلَ واوكارَ ينزل؟
فإن تكن الصحراء القت رِمالها
عليه فكم القت به الماءَ أجبُل !
وكم قُرئت آي من الله أُنزلت
بأكنافه ، حدرا .. وطورا .. ترتل
فَسلْ خير تال عظمَ تال ، تجد به
مجاري سيل أمٌه منه مسيل
حضارة إسلام تضم بداوة
بها العرب يمتازون لا تتبدل
في ليلة ما من سنة 1927،ولد ابي العلامة القاضي محمد بن محمذن فال في هذا المكان المسمى منذ القدم "اسبيخت الوحش" وهي بالقرب من "انتشليت " المعروفة في مجابات ا گان الواقعة بين منطقتي تگانت و "امشتيل" شرقي منطقة آوكارو يعد بئر بير لمسيد اقرب منطقة مائية الى "انتشيليت"..
بعد الدراسة البيتية للقرآن على يد والده محمذن فال المجاز في قراءة نافع من قبل القارئ عبد الودود ولد حميه ؛ ووالدته القارئة مريم بنت عابدين ولد يسلم التي هو وحيدها والتي يشهد لها بإتقان القرآن وذلك في رثاء لها :
وكم أيقظتني آخر الليل همةً لها
تتقن القرآن كالرضى حفص
بدأ مشوار المحاظر في آفطوط (أهل اجْمَيْلِي أهل الطالب ابراهيم اهل اباه ولد محمد الامين ) حط والدي رحاله في محاضر (اهل يحظيه ولد عبد الودود اهل عدود ثم معهد بوتلميت )
ثم ناداه مناد الرغبة في العلم وتحقيق النبوغ إلي تونس حيث الزيتونة وعلوم القضاء والقرآن فكان الوحيد من بين البعثة الموريتانية للقضاء الذي نال الإجازة في القراءات العشر حيث كان أول من أوصلها إلي أرض المليون شاعر وقارىء
وعنه أخذها الإمام الأكبر بداه ولد البوصيري وغيره ..
حضر ليلة استقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية وكان أول شاعر شدا بها حيث قدمته اللجنة المسؤولة عن ذلك كما قدمته ليكون اول شاعر يشدو في الحفل الذي نُظم احتفاء بمقدم وفد العلماء الذي يرأسه العلامة آبٌَ ولد اخطور
وهو الوفد الذي تروي بعض الحكايات انه حمل ملحمة الاستقلال للملك فيصل ...
دارت الايام وكان ابن الوطن ذي الأيادي البيضاء على وطنه ابعد عن مركز القرار إلى محكمة شنقيط ...
في مسار أليم ابعده عن ربوع صباه يصفه في إحدى قصائده :
تذكرت من عهد الصبا كل أقدم
بتندوجَ فالميمون غرب المزمزم
ودار لدي المبروك لم يك عهدها
بِموذ لمن فيها ولا بمحرم
علي عهده الصافي سفت كل شمال
وعفي بها السافي ديار المخيم
وقد حال احوال طوال عديدة
عليها وأحوال بنا بعد مريم
مسار تنبىء المراسلات بينه وبين الحكام والولاة عن قساوته حيث يكافح القاضي الورع من اجل استقلال القضاء في سرب بدوي مايزال يخزن رقي قانون الغاب …
عاد بعد صولات وجولات مع اباطرة الإدارة كان آخرها سجاله المباشر مع الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيدالة اثناء زيارة له لمدينة أطار عاصمة ولاية آدرار 1984 حيث احتج والدنا على القرارات الارتجالية وتلك التي هي من أجل الاستهلاك السياسي فقط ! مصرحا أن الرئيس ولد هيدال لا يملك حق اتخاذ القرارات المصيرية لانه لا يحظى بالإجماع ..واستطرد ما معناه كما حدثني "إن القرارات المتعلقة بإلغاء الرق تمت في عهد حكومة الرئيس المختار ولد داده التي حظيت بإجماع نسبي وان ماتبقي الآن ليس هو إلغاء الرق لأنه تم بالفعل ..ولكن الاهم هو إنقاذ من كانوا يعانون منه ، خاصة وأن صندوقا تابعا للأمم المتحدة قدم مساعدات من نوع ما لإغاثتهم ؛ متهما الرئيس محمد خونا بأنه أقدم على إنفاقها بشكل غير معلن على جبهة البوليساريو واردف ان إلغاء الرق لابد أن يكون مصحوبا بإجراءات اجتماعية من طرف الدولة ، تمنع عدم ضياع المواطن إلي غير ذلك من أمور تفصيلية منها مانسيته ، ومنها ماضاق عنه مستواي المعرفي..
لكن معظمها موجود في عمل كامل حول الرق بخط يده "
وبعد السجال قدم استقالة مكتوبة وكان سكان انواكشوط فعلا يتحدثون عن حوادث ضبطت من هذا النوع ….
لم تكن ردة الرئيس ولد هيدالة بطيئة فقد أعطى تعليماته لمدير الأمن في آدرار المفوض محمد ولد النهاه بإلقاء القبض علي رئيس المحكمة القضائية والدي في إطار دون اعتبار لحصانة القاضي ولم يكن رد مدير الأمن بطيئا كما حدثني فقد رفض تنفيذ الاوامر ليس لأن القاضي ذو حصانة …ولكن قال إنه يهابه لمنزلته العلمية ويشهد له بالورع الكامل ولا يمكن ان يلحقه باي اذي ثم أن دوره كمسؤول أمني يقتضي أن لا يتعرض لعالم لا يخل بالأمن ويمارس مهنته كقاض بإخلاص ..
فما كان من الرئيس هيدالة إلا أن خاطب الوالي يامره بان يتصرف بنفس ما أمر به مدير الأمن وعندها رفض الوالي اشريف ولد محمد محمود بقوة …
عاد والدي إلي ربوع صباه بعد سقوط هيدالة فأنشد القطعة اعلاه ذات الحيرة العاتية بين اماكن عرفها آهلة فغدت مقفرة من أنيسها الذي ليس أي انيس
وكم قُرئت آي من الله أُنزلت
بأكْنافه ، حدرا .. وطورا .. ترتل
فَسلْ خير تال عظمَ تال ، تجد به
مجاري سيل أمٌه منه مسيل
مشاهد اوحت له بأن يستمد من السيل الجارف الذي كان ينحدرمن سفح هضبة " أعظم تال بتدفق آيات الله وهي ترتل في تلك الربوع ...
توفي يوم الجمعة 23 يونيو 2006
رحمه الله ورحم اجدادا لنا جميعا صبروا وقدموا ونالوا…..
النجاح بنت محمد محمذفال