رسالة (1)
قيل قديما " إن الأدب مأساة أو لا يكون" وأقول أنا حديثا كامرأة تؤمن بالعصرنة"الأدب جرأة أو لا يكون"
ببساطة لأنه هروب من واقعنا البشع من مثاليتنا الكبرى التي تحجب عنا الحقيقة
كان لأمرئ القيس فضل كبير في انطلاقي فرغم شعره الفاحش أنتج بيئة شعرية تعبق جمالا جريئا من الشعر والخيال
يصبح الأدب بلا طعم حين تمنعك العادات من وصف شعورك، من العبث بجسدك، من أخذ رغبتك من شخص أكلتك اللهفة عليه، من شهقة في ظل النشوة الأولى، أو من قبلة بعد نفس عميق ذقت فيها طعم الشفاه بحرارة
أنا أكتب للناضجين فكريا، أهل الصدق ولا أخص دعاة المثالية بحرفي
قد يستغرب البعض من كوني أحب الأدب الجريء ولست أبرر لهم أنا فقط أخبرهم أنني أمارس حرية الكتابة على جسدي أولا لأدرك مدى مفاتني كأنثى تملك جسدا يستحق الكتابة
الأدب اختلفت فيه الأذواق وكلنا اختار مايناسبه وهذا ما نفعله مع الثياب
برأيكم لماذا نلبس ثيابا لا نرتاح فيها؟
فقط لأنها تعجبكم هذا خطأ في حق الجسد وفي حق الثقة والراحة النفسية حتى
نتخبط في شبكات الخجل ولا نعبر عن ما نحس به خوفا من المجتمع الذي يمارس غرائزه بخفاء ويخرج بثوب قديس لم يلمس امرأة ولم يتلذذ بشفائها، يخرج بثوب رجل لا يعرف إلا الصلاة رغم أنه قبل دقائق كان يستمتع بالشعر المنساب وبالثدي البارز
هذه المثالية بالذات والتصنع هذا الهروب من رغباتتا لا يفسره إلا شيء واحد هو أننا مجتمع متناقض حد القبح حد التوغل في الرذيلة الخفية
واعذروني حين أقول هذا عن مجتمعي لكنها الحقيقة فالأدب جرأة أو لا يكون
رسالة (2)
اسمعني جيدا أردت أن أخبرك مرارا بهذا الأمر ثم أجده سخيفا أو أنا جبانة رغم صراحتي
قبل أيام كنت اتابع مسلسل نزار وكما تعلم أنا عشقي للشعراء قديم إلا أن نزار حالة خاصة فأنا أحبه حد العشق الكبير، حد التصوف لأنه سجدة خاصة في صلاة الشعر، قبل أن أتعرف عليك ب حوالي 23 يوما كنت أتابع مسلسل نزار ولا تفكر بأنني أحبه كمبدع شرقي أو شاعر ذاع صيته،انا أحب رجولته، حبه للنساء وعدم رفضه لهن، أحبه كرجل مختلف اشتهر بحب النساء حتى لقب ب شاعر المرأة
كيف يكون الرجل معشوقا إلى هذا الحد
مازلت أتساءل عن رجل يكتب عن نهد امرأة وفور انتهائه يكتب عن خصر أخرى وفي اليوم الموالي يغرق في مقلتين لامرأة اخرى، ببساطة هو رجل يعيش تفاصيل النساء وتعشقه كل نسوة المدينة، نقطة ثانية زوجته الأولى الزهراء لم تكن محظوظة على عكس بلقيس صاحبة القصائد الطوال فغيرتها قتلت كل شيء جميل وجعلت رجلا بحجم نزار ينفر من أحضانها إلى أحضان نسوة عدة، قد تجد القصة سخيفة لأنك تعرف جميع أسرار الشعراء فأنت الشاعر والقارئ الذي تعرف أسرارهم وقد زرت جميع مدنهم
لكن هذا مجرد اسقاط عليك، فأنا أجد فيك نزار الضائع ، نزار الثاني، الرجل الذي تعيش النساء تفاصيله تشتهيه، وهو الباحث عن امرأة خطرة تزلل كيانه تجعله يكتب الشعر بجنون ويتمرد على قواعد قد سنها الفراهيدي
أنت نفسه نزار الذي وجدته بالصدفة حين لم أكن بباحثة عنه ولا هو بباحث عني، الرجل الذي وقعت عيناه علي رغم النساء اللواتي حاولن معه وباءت محاولاتهن بالفشل، هذا وحده فوز عظيم وفتح مبين
كان بودي أن أخبرك هذا في أسبوعك الأول، كيف كنت أراك نزارا الذي أحلم به، حلمت أن تختارني وحدي، نفسك نزار لكن باسم مختلف ، أنت نزاري الذي من أجله تعلمت اخماد نار الغيرة كي لا تحرق زرع حبي لك ، كتبت مرارا وحذفت ليس ذلك إلا خوفا من حرف بالي الأثواب وأنت الكاتب الكبير والشاعر العظيم انت العارف بالحرف وانا أخاف أن أمزق حرفي في طريقي إليك، ببساطة تعودت الركض إليك بشراسة دون توقف او التفات
رسالة (3)
القلب بوابة، نحن نغلقها عند الجراح لكنها تعود لتستقبل الجراح من جديد، نبض القلوب يجعلك على شفا الوداع، وحدها الذكريات تجعلك عاجزا عن التفكير في المستقبل
أتدرك معنى أن تحبك امرأة ماتت قبل مجيئك، قبل أن تراها صدفة حيث لم يكن اللقاء في الخطة فقط بتوقيت القدر التقت بك لتخبرها" أن عينيها جملتين وأن جسدها فاتن حد الأنوثة" كالعادة لم تصدقك في البداية لأنها سمعت هذا الكلام مرارا من الراحلين
انا امرأة قبلك لم تؤمن بالحب ولم تدرك يوما معنى أن يتوج قلبها برجل تغيرت من أجله، انا امرأة ودعت الغيرة منذ زمن بعيد لأنه لا رجل يستحق كسر كبريائي، ولا امرأة يمكنها أن تغيظني لأنني أعلم جيدا من أكون
لكنني رغم الصمت الكبير ورغم عينيك التي تحمل الكثير من الأسرار، أشعر بشيء صاخب كالشكوك لا أدري إن كنت تقصدني حين تسمعني الكلام معلنا بذلك مدح أنوثتي، أحقا تقصدني أم أنك قلت هذا الكلام لإناث أنا لا أعرف عنهن شيئا ، أو حقا أنا بهذا الجمال الذي تقول أم أنه كلام الشعراء ؟
آه ربما كلامك الشاعري جدا مبالغ فيه، لأن ليلى الخالدة لم تكن جميلة قيس جعل منها أنثى بهذا الجمال كله
أحيانا أفكر في الحرمان كي يستمر هذا الحب، أريد أن أراك مجنونا بي ، تبحث عني حين تخونك الطرق ولا تجد سواي ملجأ، أريد أن أرفضك وإذا بك تخترقني رغم عزوفي عنك، صدقني أنا أنثى أتعبها الركض لا تريد سواك شريكا
أشعر أنك الرجل الوحيد الذي يستحقني، وأن عينيك خلقت من أجلي، انت بهذا تعيدني إلى الكتابة ، كأننا خلقنا في كوكبين مختلفتين لتجدني في وقت متأخر كمن يبحث عن إبرة في كومة كماش لكنك وجدتني أخيرا ما أجمل الصدف حين تجمعنا بالشعر والشعور !
أنا امرأة باردة رغم الأنوثة المشتعلة وقد لا تدرك ما أقصده لذلك لم أكن أريد الوقوع في حب شاعر حتى أنني حذرت صديقاتي من الوقوع في حب الشعراء، يالله كم أنا سخيفة كنت أخبرهن ببساطة أن كل قصيدة أنثى
أنت الآن تسمعني الكلام الحلو وتهتم بتفاصيلي الصغيرة وانا أخبرك انك العينين التي أبصر بها، ولكن في مرة كل ينتهي الحديث أتساءل؟
أحقا يقصدني؟
ترى كم من امرأة قبلي سمعت هذا الكلام؟
أحقا انا فريدة والأنثى المكتملة التي يبحث عنها؟
انت الشاعر الذي معه بعثت نبوءة القصيدة في صدري، انت الرجل نفسه الذي بسببه عدت إلى الكتابة، أنت الرجل الذي أحبه حد العشق الكبير، حد التفاصيل التي تهزمني أمام قوة رجولتك ونظرة عينيك
قبلك كنت أنثى أصابها الذبول كل الكلام الذي سمعته قبلك كان يشبه الديانات التي نسخها الإسلام
بعدك لا رجلا يمكنني القبول به فأنت الخاتمة التي لم تتطلب أي بداية وجدتني أسير معك في درب الحب بأقدام حافية إلا من الشعور لا أريد بعدك شيئا فأنا غنية بك وهذه الطمأنينة التي أعيشها تكفي سنين عددا.
رسالة (4)
إليك، إلى الجزء الحاضر مني أبدا، الجزء الغير قابل للنسيان، نفسها شمعة الغياب التي تضيء حضورا
إليك فلتسمع جيدا ولتعذرني يوم لم أكلمك ولم نلتق وتذكر أن " مدينة الحب لا يسكنها العقلاء" وأننا حين نجس " النبض" نكون بما نفقد لا بما نملك" والقاعدة الموجعة والمزخرفة بالحياء
" نظر المحب إلى الحبيب سلام: والصمت بين العارفين كلام
أيها العارف حد التوغل في أزقة الحرف، في ثنايا الأنوثة، المحب للجيد الطويل وللشعر المنسكب كقهوة شاعر هزه الحب للمرة الأولى
لكل حرف رجل وأنت الرجل الحالم جدا، الذي ينظر في مرآة القدر ويرى انعكاس أنثاه الفاتنة ويحلم بوقت اللقاء، يبتسم كطفل رأى ثدي أمه
حروفك جعلتني أشعر أنني أمك التي لم تلدك، بل أنجبتك من رحم الحب،
و كأن الكلمات تشابكت بخيط محبتنا
صحيح لم نتحدث كثيرا وأنا الثرثارة حد إثارة غريزة القتل لكنني اصمت دهشة أمام حرفك الكبير
فأنت تشبه فيروز حين صنفت في عالم مخملي ساحر غير عالم الموسيقى المعروف
وإن تهافت الجميع فأنت الجمع الذي لا يقبل التكسير وهم المفرد المعتل الذي ترفضه أنوثتي
سلام عليك يوم أحببت ويوم كتبت ويوم جعلت من الحرف قبلة اولي قلبي شطرها قبل قلمي.