تم اليوم، وبمناسبة عيد الاستقلال الوطني في مدينة أكجوجت، تكريم أستاذي وزميلي الباحث الألماني ألريخ ريبشتوك (Ulrich Rebstock)، من طرف رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني.
والأستاذ ريبشتوك من المستشرقين المتميزين الذين خدموا بلادنا بنتاج معرفي عميق ومتنوع. فقد ألف موسوعته تاريخ الآداب البيضانية (Maurische Literaturgeschichte) في ثلاثة أجزاء ونشرت سنة 2001. وقد شكرني في مقدمتها ذاكرا مراجعتي لها معه. كما ألف سنة 1989 فهرسا هاما بعنوان: مجموعة من المخطوطات الموريتانية (Sammlung der arabischen Handschriften in Mauretanien).
وريبشتوك هو صاحب فكرة مصادر المخطوطات الشرقية (Oriental Manuscript Resource)، وهو مشروع يتعلق بمخطوطات بلادنا له موقع موجود على الشبكة؛ حيث صممت جامعة فرايبورغ بألمانيا هذه الموقع الجزيل والأداة البحثة النافعة بالتعاون مع مركز تكنولوجيا المعلومات في جامعة توبنغن بألمانيا. وتحتوي قاعدة البيانات هذه على ألفين وستمائة وثلاثة مخطوطات أي ما يقارب 134.000 صفحة من المخطومات الموريتانية النفسية، مع بيانات وصفية وببليوغرافية عن كل مخطوط، وهي مصورة من مائة مكتبة موريتانية من مختلف مناطق البلد.
وقد تمت عمليات المسح الضوئي لهذه النصوص على شكل ميكروفيلم وتم تخزينها في مكتبة جامعة فرايبورغ، ووضعت نسخة من الميكروفيلم في مكتبة المخطوطات بالمعهد الموريتاني للبحث العلمي في نواكشوط بموريتانيا. وعملية المسح هذه سبقتها رحلات علمية مهدت لها وقد قام بها الشاعر الكبير أحمدو ولد عبد القادر والأستاذ رينر أووالد، وصاحب المشروع الأستاذ ريبشتوك ومعه الأستاذ توبياس ماير وذلك خلال عدة رحلات بحثية في موريتانيا وقد تمت فيما بين سنتي 1979 وسنة 1997.
ويمكن الاطلاع على وصف تفصيلي لمراحل هذا المشروع الثقافي المتميز في الفهرس الذي أعده الأستاذ ريبشتوك، وكتابه الثاني عن تاريخ الآداب البيضانية.
ويعود الفضل لجامعة ألبرت لودفيغس بفرايبورغ وجمعية البحوث الألمانية (DFG) في تمويل ودعم هذا المشروع وهذا الموقع المنبثق عنه.
وكان أستاذنا ريبِشْتُوكْ قد أصدر جزءًا أول من هذا الفهرس بالعربية تحت عنوان فهرس المخطوطات العربية بموريتانيا وقد نشر ببيروت بلبنان سنة 1988 وقد ذكر فيه مائة مخطوط مع وصف مختلف العناصر المتعلقة بكل مخطوط. وبعد ذلك أصدر ريبِشْتُوكْ سنة 1989 هذا الفهرس تاما باللغة الألمانية.