مقال: في حضرة الرئيس “ماكي صال” و”السنغال في القلب”

خميس, 10/14/2021 - 05:03

 

بقلم: حاتم بيتاوي

 

سعدت بحصولي على نسخة من الطبعة العربية من كتاب ” السنغال في القلب ” لفخامة رئيس جمهورية السنغال ماكي صال ، وذلك خلال لقائي بفخامته في مقر اقامته في دبي، بمناسبة قدومه إليها ، لافتتاح جناح بلاده في “اكسبو دبي 2021”.
كتب الرئيس الاهداء التالي :
« A mon frère Hatim Betioui
En souvenirs à notre relation
Macky sall «
ازدان اللقاء برفقة طيبة تتكون من أخي وصديقي عبد الله محمدي، »السيد أفريقيا « ، العارف بخبايا القارة ، وصديق الكثير من رؤسائها ، الذي بدى متجليا كعادته ،، ترافقه بركات مسقط رأسه “النباغية ” ودفء رمال صحرائها ، وزينها حضور الصديق كنان منعم ، اللبناني الجنتلمان، الذي وقع في حب افريقيا حتى الثمالة.
سعدنا ايضا ، عبد الله وكنان وأنا ، بمشاركة الرئيس وجبة غدائه ،،وبحر دبي يبدو من عل هادئا ، ساكنا ومغريا بالسباحة .
تحدث الرئيس معنا جاعلا إيانا نحسن وكأننا افراد من عائلته . تذكر زيارته لمدينة أصيلة في اواخر يونيو 2018،التي قال عنها انه لن ينساها ابدا ، وكال المديح لها وعبر عن افتتانه بها .
والرئيس صال هو ثالث رئيس سنغالي يزور مدينة أصيلة، للمشاركة في فعاليات منتداها الدولي الـ 40 .
اذ سبق ان زارها الرئيس والشاعر الراحل ليوبولد سيدار سنغور، والرئيس عبدو ضيوف للمشاركة في الفعاليات ذاتها .
وسبق للرئيس الراحل سنغور ان كان رئيسًا بالمشاركة للمنتدى العربي – الافريقي بأصيلة الى جانب ولي عهد الاْردن السابق الامير الحسن بن طلال. وأقيم له في أصيلة حفل تكريم عالمي حضره كبار القوم في عالم الثقافة والسياسة . كما جرى فيها عام 2006 تنظيم ندوة حول مرور 100 سنة على ولادة الشاعر الرئيس سنغور، ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ 28.
تحدث الرئيس صال عن بعض قضايا الساعة في المنطقة ، وعن احلام يريد تحقيقها في السنغال.
حديث ممتع وجذاب ،، والرئيس هو هو لا تغيره الجغرافيا واحوال الطقس .
ففي دكار كما في اديس ابابا، وفي ابيدجان كما في اصيلة ،، ومثلهم في دبي ، يبقى الرئيس ماكي صال ، الرئيس الانسان ، المتواضع ، العارف باحتياجات بلده ،والتواق للصعود به الى العلا . حكمة وثبات في الحكم ..على خطى سنغور ،أب السنغال ، نحو مجد هذا البلد الغرب أفريقي .
في كتابه “السنغال في القلب”أنقل لكم فقرة منه تلخص جزءا من شخصية الرئيس ومعدنه وديدنه ايضا ، يقول فيها :
“انا صارم، ولكني أسمح لنفسي ، في بعض الأحيان أن أستجم بشيء من مثل هذه الدعابات ، رغم ضغوط الامور والاعمال العاجلة المتراكمة علي.
والخلاصة هي : أنني أريد ان أكرر ارادتي في تغيير الامور في بلدي ، بصفة عميقة ، وأن اغادر السلطة في يوم ما مع قناعة مؤكدة بأنني حققت قفزة نوعية في الامور نحو الامام ، وانجزت عددا من المشاريع التي يراها الناس جميعا مجسدة على أرض الواقع ، مع وضع المعالم الجيدة لمن سيأتون بعدي.
إنني أريد ان أؤكد للجميع بأنني ليبيرالي ، ولكني أرفض توريط السنغال في ليبيرالية متطرفة ….”.
الكتاب يبدو مغريا جدا . فمن خلال تصفح سريع له ، تبين لي انه غني باحداث ومواقف تهم مسار رجل افريقي استثنائي،وهو ما دغدغ ملكات عقلي لبرمجة قراءته في اقرب وقت ممكن .
ودعت الرئيس على أمل لقاء قريب به في دكار أو أديس أبابا لإجراء حوار حول مهمته الجديدة ” رئيس الاتحاد الافريقي لعام 2022″.
غادرنا محل اقامة الرئيس ، اصدقائي وأنا ،وشريط الذكريات يستخرج اسماء من مملكة طفولتي وشبابي المتواصل والمتجدد في اصيلة، بدءا من الرئيسين سنغور وضيوف ، والمثقفة ماري انجليك سافاني وزوجها لانديغ، الذي اصبح لاحقا وزير الصحة في بلده ، وفطومة ساو، والصحافي لوفيو سافاني ،، واسماء سنغالية كثيرة تختبىء لحظة كتابة هذه السطور الافريقية في ثقب الذاكرة .
.. فإلى لقاء قريب بهم جميعا في دكار ،، فلابد من هذه الاخيرة وان طال السفر
حاتم بتاوي