د. خالد عبد الودوود
شاعر وطبيب موريتاني
السمراءُ الرقيقة؛ سَمِيّة زوجة كسرى أنوشروان؛ الحُلوة المليحة حسب قواميس اللغة الفارسية القديمة؛ خميلة القطن النُّوبيّ الناعم وصاحبة خامَة الصوت الأجمل في العالم العربي على الإطلاق
هكذا أراها على الأقل
شيرينُ ذاتُ صوت فخم؛ تُحس ذلك وأنت تستمع إلى حديثها العادي في أي مقابلة
أتساءلُ دائما لماذا لا يسجلُ المُنتِجون ضحكتَها الصاخبة ويوزعوها في آلبوم خاص! إن قدرتَها على النزول من الجواب الموسيقي إلى القرار المكين تجعلني أشكّ في قوانين الجاذبية وتسلسل نظام الهارموني
لكن هذه ال"شيرين" ظلت تصرخ دائما أنها لاتطيق الفراق اللعين؛ كرّرتْ ذلك في عشرات المقابلات؛ لكننا كنا نكتفي بضحكاتها الرائعة الرعناء وأغانيها وتأوّهاتها الحارقة؛ لأننا نحبها هكذا ولا نتصور أن نراها يوما إلا هكذا
نعَم لقد فعَلنا الشيءَ ذاتَه مع السيندريلا سعاد حسني والأميرة دايانا والسلطانة شجرة الدر وعُليّة بنت الخليفة المهدي ومونيكا بيلوسي والليدي آدل؛ أطال اللهُ عُمرَ هاتينِ الأخيرتَينِ ولا أراني فيها مكروها
إنّ أهل الهوى أنانيّون بالفطرة ومُولَعون بحسنِ الظن إذا أحبُّوا ذلك أنهم لا يعرفون للحب أنصافًا ولا للمشاعر حدودا
الرجالُ خوَنَة بالفِطرة؛ كل الرجال ...
لكن الفرقَ يكمُن في في حجم الخيانة وفي القدرة على الاعتراف بالذنب وخفض الجناح، والشجاعة في النزول عند أقدام الملكات ...
كلُ أنثى غفورة وعظيمة، وكل علاقة ناجحة يعود الفضل فيها لامرأة عاقلة فقط
كيف استطاع الهروين أن يجوب أوردةً امتلأت بالدم المُحمرّ حبًّا !
كيف أمْسَت شيرينُ وردةً ذابلةً لا أريج لها! كيف استحالت السمراءُ ذات الأرداف المنحوتة سيدةً بَدينة مكتنزة
وكيف غدَت وجنتاها خرائط حزن وأخاديدَ دمع!
الحب ليس السبب؛ إنها الخَيبَة ياسادة
إن البرلمانات العربية يجب أن تُشرعَ قوانين تعاقب الخيانات العاطفية فترفعها إلى مرتبة الخيانة العُظمى؛ وتُجرّمُ إغضابَ النساء وتكديرَ صفوِهِنّ
لا يليق الحزنُ بشيرين، فالشتاء فصلٌ عاطفي يحتاج الكثير من البُنّ المُحمّص والأغاني الجميلة وتعاطي الفرَح