إعلان

بعيدا عن حمأة الأحداث وفي جذورها

ثلاثاء, 06/24/2025 - 15:07

محمدّ أحظانا

 

اطلعت عبر إثارة من الأستاذ الصحفي محمد ولد المنى على قراءة ومناقشة لزميلي الباحث والكاتب الدكتور السيد ولد اباه حول إشكال فلسفي مطروح، فعلقت عليه.

نص التعليق:

"تعليق موجز

أرى بصدد ما استعرضته وناقشته، كاتبنا المتميز، الدكتور السيد ولد اباه:

أن أزمة العقل العملي -مابعد كانط- تتمثل في أنه أصبح هامشيا مع خرجات الحداثيات الفلسفية، حيث تراجعت المفاهيم النظرية المؤسسة لعقلنة الغايات الإنسانية. لقد أصبح سؤال الغاية سؤالا شبه معلق في انتظار حل إشكال الحقيقة معرفيا.

وإشكال المعرفة وصل إلى استنتاجه الذهبي: (النسبية) باعتبارها حقيقة موضوعية مطلقة، وهي مفارقة جلية. مع ملاحظة أن نسبية الحقيقة متعلقة بالإدراك لا بالموضوع، لارتباطها باليقين المعرفي لا بحقيقة الموضوع.

وبالتالي انهار المطلق المعرفي الذي بنيت عليه مطلقية القيمة عموما، والتي هي أساس الأخلاق ومترتباتها، فأصبحت الأخلاق بمعنى من المعاني أخلاقا مؤقتة، ليس بالمعنى الديكارتي (الأخلاق المؤقتة للعلماء) وإنما بالمعنى النسبي الحيني.

عقبة صاحب الكتاب الذي استعرضتموه دكتورنا أنه يريد أن يزرع الأخلاق المطلقة خارج حقلها أي في النسبي، وهي محاولة نظرية غير مأمونة نسقيا للتملص من أزمة القيمة المعلقة في التنظير الغربي وربما عالميا، بحبل الذاتية الشعورية الإحساسية، لا الذاتية المعرفية المعقلنة المطلقة عند ديكارت أو عند كانت، وحتى عند هيغل.

نحن في فترة من الفلسفة النسقية ونخضع فكريا لعصف من الذاتية الفردانية المسلحة بوسائل الإقناع الحسية المختبئة وراء بريق الصورة؛ لا الكلمة؛ ولا الفكرة.

نحن في بحبوحة لاعقلانية مطبقة (ليس كما عناها غاستون باشلار)؛ لنطبقها في حقل العمل الإنساني وقيمته التي كانت مطلقة وتخلت عن المطلق بعدوى المعرفة ونسبيتها الإدراكية..

الفكر الغربي الحالي، ومن ورائه البشري، يواجه ارتباكا مستحكما لأنه يبني المطلق على النسبي. مراوحا ببؤس نظري بين نسبية الحقيقة المعرفية ومطلقية القيمة الأخلاقية؛ وما لم يحل هذه الإشكالية الكبيرة فهو في هاوية الارتياب من مطلقيات الإنسان: إرادة وغاية، ووعيا.

شكرا على العرض والمناقشة أخي الكريم الدكتور السيد ولد اباه فالموضوع متشعب، ولكاتبنا الصحفي المحب للفلسفة محمد ولد المنى وافر الشكر كذلك، بإطلاعنا على ما أثاره كاتبنا وباحثنا المتميز السيد ولد اباه