السملالي يحاضر في معرض الشارقة الدولي للكتاب عن مخطوطة برمنجهام القرآنية

اثنين, 11/06/2017 - 14:09

نواكشوط – "السدنة":

في اليوم الثاني من أيام معرض الشارقة الدولي للكتاب، كان جمهور المقهى الثقافي على موعد مع ندوة بعنوان (مخطوطة برمنجهام القرآنية: قراءة تأصيلية)، تحدث فيها كل من د. محمد الأمين السملالي من دائرة الثقافة بالشارقة، والأستاذة نيلام حسين، مسؤولة المخطوطات الإسلامية بجامعة برمنجهام البريطانية.
وقد تحدثت في البداية الأستاذة نيلام حسين، عن قصة اكتشاف المخطوطة القرآنية، التي تتكون من صحيفتين، تحمل كل منهما وجهين، وشرحت كيفية إخضاعها لفحص الكربون 14، الذي أثبت أن تاريخها يعود إلى عصر النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده بقليل. وهي مكتوبة بالخط الحجازي المائل، الذي كان منتشراً قبل الخط الكوفي. وعليه فمن المرجح أن يكون كاتب المخطوطة واحداً من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولفتت المحاضرة إلى أنهم في الجامعة قد أخضعوا المخطوطة للأشعة تحت الحمراء باستخدام الطيف المتعدد، للتأكد من كون الرق لم يجر استعماله والكتابة عليه قبل ذلك، وهو ما تأكد لديهم بالفعل.  
أما الدكتور السملالي، فقد تحدث عن الجوانب المتعلقة بالرسم العثماني والقراءات القرآنية، ولفت إلى أن المسلمين إنما يعتمدون في نقل القرآن على النقل الشفاهي المتواتر، أما المخطوطات فهي مساعدة على التوثيق، ولكن ذلك لا يقلل من أهمية هذه الوثيقة، التي تحمل للمسلمين عبق التاريخ النبوي، وتجعلهم يستذكرون ذلك العهد المشرق بنور الوحي الشريف. كما تحمل لغير المسلمين وسيلة للهداية والنور، وتصديق الرسالة الخاتمة.
كما أكد أن القيمة الكبرى لهذه المخطوطة، تتمثل في ما لم تقله وليس في ما قالته، بمعنى أننا لو افترضنا أنها كانت مخالفة للمصحف الموجود عندنا ولو في كلمة واحدة، لكانت أثارت شبهة كبيرة، ولكن ذلك لم يقع، بل إنها مطابقة تماما لما بين أيدينا، مما يجعلنا نستطيع القول إننا دخلنا في طور جديد من الإعجاز القرآني، وهو "الإعجاز الوثائقي"، بعد الإعجاز البلاغي والتشريعي والعلمي.. إلخ.
وتطرق السملالي أيضا إلى مظاهر الرسم والإملاء في المخطوطة، والتي تختلف قليلا عن الرسم العثماني، في جزئية واحدة، وهي كثرة حذف الألفات، وهو اختلاف لا يؤثر، نظرا إلى أن الإملاء في ذلك العصر كان يجنح للاختصار.
كما أشار إلى وجود بعض نقاط الإعجام لحروف التاء والياء والنون، خلافاً لما في المصاحف العثمانية، وأرجع المحاضر ذلك إلى احتمال أن تكون قد أضيفت للمخطوطة لاحقاً في عصر متأخر، أو أن تكون من أصل المخطوطة، لأن بعض المصادر تؤكد أن نقط الإعجام كان موجوداً بشكل محدود، وإنما لم يستعمل في المصاحف العثمانية، من أجل أن تبقى قابلة للقراءة بالأوجه المختلفة والمتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.