شيخنا عمر.
بعد أقل من ساعتين من الآن،بالتوقيت العالمي الموحد،يقف الزمن لحظة واحدة ليعلن عن ميلاد سنة 2018.في اللحظة التي يودع فيها سنة 2017..
لا شيء تغير سوى الرقم الأخير من 2017..رقم واحد يحدث تغييرا بهذا الحجم،دون أن تتوقف سكة الحياة..إنها مشيئة قادر..
الرقم سبعة كان لي معه ارتباط وثيق..فقد كان أهم حدث في حياتي الشعرية،هو تمثيلي لبلاد المليون شاعر في أضخم وأكبر وأجمل مسابقة شعرية في العالم العربي..#أمير_الشعراء في موسمها السابع حاملا الرقم سبعة بين الصفوة العشرين..وكنت أسمع-وأنا صغير-جدتي تقول إن في السبع سر..!
أهم محطة للضوء توقفت عندها منذ ميلاد كلماتي الشاعرة،وأعظم شيء -عندي- ميز العام المودع،هو سطوع حرفي في حلبة الصوء..بين أزيد من مائة وخمسين شاعرا عربيا،تم اختيارهم من أصل تسعة آلاف شاعر..في عاصمة الضوء والجمال #أبوظبي ..لأعبر بسلام إلى مرحلة الإثنين وأربعين شاعرا..ثم أعبر إلى الخلص العشرين،دون مساعدة من تصويت أو أرشاد أي كان...ثم أطل من سطح الضوء على ملايين المشاهدين في أنحاء العالم،مع عشرين نجما من مختلف أصقاع الوطن العربي..كانوا هم صفوة الصفوة..حينها بدأ دور وطن كل شاعر..في حسم جزء من التنافس المحتدم..فكان وطني شرسا لا يباريه وطن،فكلما حاول نجمي أن يغيب،أعاده ساطعا إلى سماء أبوظبي..
حكمت العالم لأيام..هكذا عشت في ظل ما عشته من رفاه في أبوظبي وما حظيت به من تقدير وتبجيل من أبناء وطني الحبيب..كنت ملكا..كنت طفلا مدللا..كتب عني وتحدث كبار الشعراء والنقاد والمثقفين وسدنة الحرف..وغنت لي فنانة الوطن والجوهرتان ابنتاها على عزف أبيهما المسكون بحب شنقيط..كان هذا بحد ذاته أعظم من أي شيء آخر..!
كانت علاقتي بالشعراء المنافسين علاقة الأخ بأشقائه..لم أغلظ على أحد منهم يوما..لم يكن قلبي يسع إلا الحب والتقدير لمن تقاسمت معهم ألق الضوء..كانوا معي كما كنت معهم..ومازلنا كما كنا..
من الطرف التي يسعها المقام أن شاعرا مصريا علم أننا ستجمعنا حلقة،فكان يقول ممازحا للشعراء إنه عليهم أن يدبروا لي عملية اغتيال..فكتب مع مجموعة من الشعراء المشاركين قصيدة كانت شراسة تصويت الموريتانيين اثناء مشاركتي،موضوعها، وتم تصوريها في الفندق الذي كنا نقيم فيه..
كانت أيام أبوظبي ولياليها عامرة بالشعر والمحبة..وهي تستضيف فتية من خيرة شباب العرب المسكونين بالكلمة العذبة..وتقريهم على طريقة عبد الله بن جدعان..وتكرمهم على نهج حاتم بن عبدالله الطائي..
لم أستطع أن أهمل أن هناك ليلة واحدة كدرت صفوي وصفو رفاقي ومن كانوا خلف الشاشات..تلك الليلة التي منحتني فيها لجنة التحكيم درجة لم تكن منصفة على حد تعبير زملائي الشعراء المشاركين معي..ومن منطلق الحقيقة المطلقة..نسيت كل ذلك..فقد تبخر في مقابل ما حظيت به من كرم وحسن ضيافة من دولة الإمارات العربية،التي لم تترك في قلبي مضاضة..ومنحتني مركزا رابعا بين خيرة الشعراء..وسلمتني مفاتيح الحب لأفتح كل الأبواب..على حد تعبير الناقد الإماراتي الدكتور علي بن تميم..
كل عام وخرائط الحب والجمال تتسع في قلوب الشعراء..كل عام وأنا أحبكم