+(2018) ء / أحمد الأمين السالم

أحد, 03/25/2018 - 03:16

لن أقبل من صهري المستقبلي أن يسلمني ابنته أمام الملأ، إنه موقف محرج يجعلني أستهلك أطنانا من الابتسامات الخرقاء والفارغة من "التنسوي" وأضبط شفتي على وضعية أبلهٍْ.. بالإضافة إلى أن لدي كلمات أحب أن أهمس بها في أذنها وقت الزفة والزغاريد؛ والتقاء الأكف على نسمات الأفراح؛ وابتسامتُها تتسلل إلى قلبي من خلف ملحفتها السوداء! 
لماذا تلبس السواد!
سأقترح عليها أن تلبس البياض، أحب أن أراها في ملحفة بيضاء كقلبها الطيب؛ ككلماتنا البريئة قبل عشر سنوات من ذلك الموعد! 
ككذباتنا البيضاء أيام الربيع التي قضيناها نسرح في الأحلام.. 
كأحلامنا الوردية التي نسجناها خلال كل تلك السنوات، كمواعيدنا المعدودة ورسائلنا الخارجة عن العد!
كليالي سهرنا الطويلة القصيرة .. كاعتذاراتنا المليئة بالحب الفارغة من الصدق.. 
كقبلاتنا في الأحلام، كعناقنا في ظلام الطيف، كدموع الفراق على خديها وفي كبدي،
كنظرات الوداع القاتلة في صباحات البيْن .. كليالي اللقاء الخارجة عن حروف الوصف، 
كابتسامنا في وجه العواصف، كعبراتها في وجه العاذلات،
كلمحنا للقمر وقت السحر، كعزفنا على الآلام، كسنوات الانتظار الطويلة في عمر العشاق، 
كهلال الشك حين يبدو ويكتمل ويرتد عنه الطرف دون لقاء،
كاسمها في أذني؛ كهمسها في فؤادي؛ كصورتها في بصري؛ كذكرها في كبدي؛ كطيفها في أرقي؛ كعرشها في سمائي،
كأول نظرة رسمتها في لوحة الذكريات، كآخر نغمة عزفتْها في الأغنيات، 
كهجرها ووصلها؛ كانقطاعنا عن بعضنا كرجوعنا لحبنا..
ككاف التشبيه حين تنتحر على أسوار روعتها .. كالاستعارة حين تستقيل أمام رقتها وملكوتها..
ك...إياي حين عشقت لا أعرف من أين ولكني عشقت وهمت وشغفت..
كنقطة النهاية التي تكتب في ماء العتاب فيمحوها الشوق ويطمسها الحنين.

دااامت مشاعركم 
وبسمتكم 
وروعتها.