سيدي أحمد ولد الأمير
باحث
في هذا التقرير المنشور في مجلة "العالم الاستعماري المصور" في مارس 1927، بعض الإشارات المفيدة التي تؤرخ لأول رحلة جوية تحلق بالأجواء الموريتانية وتحط بمدينة أطار، كما تبين أهمية آدرار في الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية. وهذا نص الوثيقة:
"من آخر الأداءات الجوية بإفريقيا الغربية:
لم تُسِلْ الصحافة مدادا كثيرا حول الأداءات الجوية التي قام بها الطيران العسكري بإفريقيا الغربية الفرنسية، مع أنها تستحق التنويه من زاويتين: فهناك الوثبة التي انطلقت من دكار نحو أطار (موريتانيا) بما قد ينتج عنها بخصوص سياستنا في الصحراء، ثم هناك محاولة المحطة الجوية بين بماكو وبين نيامي وما سينجر عنها من التطبيقات التجارية المحتملة.
1: من 15 إلى 18 ديسمبر 1925 قامت طائرتان عسكريتان تحت قيادة الرائد گاما وللمرة الأولى برحلة بين دكار وأطار مرورا في الذهاب بسان لويس وبوغي والمجرية، وفي العودة بنواكشوط وسان لويس، وهو ما يعني قطع ألفي كيلومتر تقريبا، ألف ومائة كيلومتر منها في الذهاب وتسعمائة في العودة.
أما أطار فهي قاعدة دائرة آدرار، الدائرة الأوسع في عموم إفريقيا الغربية والتي تمتد إلى حدود جنوب المغرب، وآدرار هو أقصى نقطة شمالية من هذه المناطق التابعة لنا. ومن المعلوم أن أطار شكلت الغرض المعلن لحملة كبولاني التي أودى قائدها مقتولا بتجگجه سنة 1905 دون أن يحقق هدفه، وقد تم احتلال قصر أطار بواسطة حملة گورو سنة 1909. ويشكل أطار اليوم نقطة تجمع فصائل الجمَّالة التي تجوب الشمال قاطعة مئات الكيلومترات، وتقوم بتأمين أفريقيتنا الغربية ضد ناهبي الساقية الحمراء.
ولحد الساعة لم تقم أية طائرة بالتحليق فوق الأجواء الموريتانية الداخلية: إنها تظاهرة رائعة كما شاهدنا، فهذه الرحلة ستزيد في طمأنة المواطنين الخاضعين لنا من جهة، ومن جهة أخرى فالرحلة ستجعل الغزوات التي ما فتئت تطاردنا بشكل أبدي والآتية من الصحراء الغربية تفكر مليا، وكثيرا ما هاجمت هذه الغزوات ومنذ بعض الوقت مواقعنا في موريتانيا وحتى من منطقة تمبكتو."
المرفقات:
أولا: أول طائرة تحلق بموريتانيا وتنزل في أطار لأول مرة في التاريخ الموريتاني
ثانيا: أحد المحاربين الموريتانيين بآدرار (مصدر الصورة الرائد جيلييه)
ثالثا: سيدة آدرارية في هودجها (مصدر الصورة الرائد جيلييه)
رابعا: نص التقرير المنشور في مجلة "العالم الاستعماري المصور" حول رحلة مارس 1927 نحو أطار.
