قال الفيلسوف غاستون باشلار:
"أن نقرأ الشعر يعني أساسا أن نمارس أحلام اليقظة"
يرى غاستون باشلار أن "القراءة" و "الشعر" و "الأساس" و "الممارسة" كلها تعني أحلام اليقظة.
فما الذي يجعل صَهْر كل هؤلاء يُنتج أحلاما
مختلفة التوقيت و الوضعية ؟
القراءة عالم عريض طويل فهناك قراءة النظر، و قراءة النظر و الحركة ،و قراءة النظر و الحركة و الفهم ،و قراءة النظر و الحركة و الفهم و التدبر
فأي قراءة من القراءات السابقة أو من غيرها تُشبه الأحلام في سياقها العام ، و أحلام اليقظة بشكل خاص مع إدراك تداخلات اليقظة و انشطاراتها المختلفة ؟
و قد يدور بِنَا الكلام إلى الشعر الذي هو دعامة الجزء الأول في معادلة الفيلسوف غاستون باشلار فهل يقصد أن الدعامة في التقديم ترتبط بالدعامة في المحصلة و التي هي الأحلام ؟
لا تخفى العلاقة بين الشعر و الأحلام فالأحلام مجال تخَيُّل واسع يجعل الواقع بجانبيه المعلوم و المجهول جزءًا صغيرا من أجزائه الكثيرة
فهل يتمتع الشعر بتلك الأوصاف بشكل من الأشكال؟
قد يقول البعض: إن الشعر محصور في اللغة و الموروث و الطموح ... وهي مجالات تُقيِّد توسُّعه ليناسب الأحلام
السابحة في مجال يتجاوز كونها الكبير
فلماذا لا ينطبق نفس الوصف على الشعر لأن اللغَةَ موظفةٌ عنده كغيرها من الموظفين و الذين يؤدون وظائف قد لا تبلغ مراده و لكنها ترسم معالم طريق في اتجاه حدد الشعر سابقا ؟
أما اليقظة و التي تُقابل القراءة في المعادلة السابقة فهي تتنافر جزئيا مع الأحلام و إضافة الأخيرة إلى الأولى تعني التشكيك في النسب و الأصالة ، مع بقاء شعرة التواصل ولو بنسب ضئيلة تكاد تتلاشى حين لا تكون محط أنظار الإضاءة المركزة.
فهل يعني غاستون باشلار بأحلام اليقظة ذلك الهاجس المحرِّك و المُحفِّز الذي يبعث النشاطَ و يحث على إدراك المجهول حتى لو كان ذلك بأقل الوسائل و الخسائر و الجهد و هو التخيل المُعبر عنه بالأحلام ؟
أم أنه يقصد إرضاءَ الطموح ولو كراحة مُحارِب أو كنوع من ترف الوقت و الفضول أو عدم الاكتراث ؟
و الرأي عند مُتفلسف مجهول أن جزئيات هذا العالم دليل على تداخل مُكوناته و مُسمياته بحيث لا يكتمل واحد رغم استقلاله دون الحاجة الماسة إلى عناصر من الآخر و بشكل أساسي و ضروري
و هكذا ترتبط الأحلام و اليقظة و التي لولا جزئيتها القاطنة في النوم لما عرفنا شيئا يُسمى الأحلام و نفس الشيء يُنطبق على الشعر و الواقع و الشعر و المعرفة و التخيل.