السيد رئيس جامعة عبد الملك السعدي الدكتور محمد الرامي
السيد مدير المدرسة العليا للترجمة الدكتور نور الدين الشملالي
السادة الأساتذة الباحثون المشاركون
أيها الطلبة والمهتمون الحاضرون معنا اليوم
لكم جميعا، باسمي وباسم معهد الدراسات الابستمولوجية في بروكسيل، جزيل الشكر وفائق التحية على المشاركة وعلى جهودكم القيمة وعلى حرصكم جميعاً أن تظلّ هذه الجامعة الموسمية موعدا علميا سنويا يعتني معرفيا ويزداد ألقه الفكري سنة بعد أخرى.
فكما أن هذه الجامعة الموسمية هي لقاء سنوي يجمع باحثين وطلبة من بلدان عديدة فإنها أيضا موعد لالتقاء تخصصات مختلفة وحقول متمايزة قد لا تَسمح اللقاءاتُ العلمية التقليديةُ اللتي من عادتها أن تكون أحادية التخصص بل جزئية التخصص، أقول قد لا تسمح أوتسنح لها بالتفاعل والتضافر.
إنَّ هذه البيْتَخصصية التي تُمكِّنُ من الخروج من تلك العزلة التقليدية اللتي يفرضها بقاء التخصصات الأكاديمية معزولة عن بعضها البعض هي بالنسبة لنا فرصة معرفية وابستمولوجية لفحص الموضوعات المطروحة فحصاً جادّا وخصبا عبر تعدّد زوايا النظر وعبر تكاتفها وتكاملها الذي ترجوه ثريا.
اعتباراً لما تَقدّمَ فإننا نهتمّ اليوم بقضية ترجمة النصوص الفلسفية من وجهتيْ نظر الفلاسفة من جهة والمترجمين من جهة أخرى، كما من وجهة نظر تلك المجموعة الخاصة من الفلاسفة التي تُمارس هي نفسُها الترجمة ونقلَ المفاهيم من فضاء لساني ثقافي معين إلى فضاء لساني ثقافي آخر، إنهم أولئك بل إنهم هؤلاء الذين يمكن أن نسميهم بالفلاسفة المترجمين وربما العابرين لحدود اللسان والجماعة اللسانية وإكراهاتها. وهم كما تعرفون كثرٌ قديما في الفلسفة المكتوبة بالعربية كما هم كثر في الفلسفة الأوربية الحديثة والمعاصرة.
أيتها المشاركات أيها المشاركون
هذه الجامعة الموسمية عُرفتْ أيضا بجائزتها السنوية جائزة ابن رشد لتكريم كبار الباحثين على جهودهم وللمساهة في تعريف الجمهور الواسع على أبحاثهم.
وكما أنها مصادفة جميلة أن موضوع هذه السنة عن الترجمة يرتبط بصلب اهتمامات هذه المدرسة الرائدة في مجال تكوين المترجمين في كل المملكة المغربية بل وفِي كل الفضاء المغاربي وفِي عموم المنطقة، فإنها مصادفة جميلة أيضا أنَّ موضوع هذه السنة بإحالته إلى الفلسفة وإلى انتقال الفلسفة ومفاهيمها من لسان إلى آخر ومن ثقافة إلى أخرى له صلة بديهية بجائزة ابن رشد كجائزة تحمل اسم ابن رشد الحفيد كفيلسوفٍ مسلمٍ غرناطيٍ مراكشيٍ أندلسيٍ مغاربيٍ وعالمي في آن، ابن رشد الفيلسوف والطبيب والفقيه القاضي الذي، كما تعرفون، جعلتْ منه الترجمة اللاتينية المبكّرة لأعماله فيلسوفَ العهد السيكولائي الأوربي والمفسّر أو الشارح الأكبر لأعمال أرسطو بالنسبة لأوربا الغربية الصاعدة منذ أواسط القرن الثالث عشر.
أيتها المشاركات أيها المشاركون
نتمنى لكم إقامة مريحة، ونحن متأكدون من مستوى العروض التي تقدّمون ومن قيمة الأبحاث التي بها تشاركون والمحاورات والنقاشات العلمية التي تجرون. ونعوّل في ذلك كذلك كثيرا على حيوية الطلبة وقدرتهم على المواكبة والمساءلة.
لكم جزيل الشكر أولا وأخيرا
بدي ابنو