الصورة ملتقطة في بداية الستينيات في لبنان بمكتب جريدة "الحياة" البيروتية.
وتضم الصورة: العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه (بابَ) حفظه الله.
يليه أمير اترارزه الأمير العادل الشهم محمد فال ولد عمير رحمه الله.
ويليه الأديب الشاعر والكاتب اللبناني محمد يوسف مقلد صاحب الكتب:
- "موريتانيا الحديثة"- " شعراء موريتانيا القدماء والمحدثون"
- "العرب البيضان في إفريقيا السوداء"
ويليه الكاتب المؤرخ عجاج نويهض، وهو مؤرخ وكاتب وأديب ومترجم لبناني قومي عربي شغلته القضايا القومية طوال حياته.
ويعد عجاج نويهض من سراة الأمة العربية ومجاهديها وفضلائها، عرف بأنه صاحب قلم سيال، وفكر ثاقب، وذو حماس وحمية للذود عن القضايا العربية والإسلامية والمصير المشترك، وهو صاحب مجلة «العرب »
ومن كتبه:
- بروتوكولات حكماء صهيون، مجلدين، ترجمة
- الأمير أمين أرسلان: ناشر ثقافة العرب في الارجنتين
- التنوخيين
- ستون عاماً مع القافلة العربية
-أبو جعفر المنصور وعروبة لبنان: لخم والمردة
- فتح القدس
- رجال من فلسطين: بين بداية القرن حتى 1948
ترجمة كتاب «حاضر العالم الإسلامي» للأمريكي لوثروب ستودّارد.
عدد من المقالات
/
فى الرابع والعشرين من نوفمبر سنة 1988 توفي الأستاذ محمدن ولد المختار ولد حامد، في حياة والده العلامة المؤرخ المختار (التاه) الذي كان مجاورا بالمدينة المنورة.
لم تكن وسائل الاتصال متيسرة بين المنتبذ القصي والسعودية، ولم يكن كل أحد مؤهلا لإبلاع المختار بنبإ عظيم كهذا، فالأمر يحتاج رجلا أريبا حصيفا..
تمّ إعلام العلامة الدكتور محمد المختار ولد اباه (بابَ) بالأمر وكان حينها الأمين العام المساعد لمنظمة المؤتمر الإسلامي بجدة.
حين جاء (بابَ) إلى (التاه)..
علم الأخير أن (بابَ) لم يزره في وسط الأسبوع وفي غير موسم أو مناسبة ويتجشم عناء السفر من جدة إلى المدينة إلا لأمر جلل، تبين له حين سأله (باب) في ثنايا الحديث:
محمدن هذا أمّالّو بارْ؟
أجابه التاه:
غفر الله له وألحقه بالصالحين، حگ نحنَ الموتْ سِرْ فينا..
/
وفي سبعينيات القرن الماضي كانت قوانين مدرسة تكوين المعلمين صارمة عند تأسيسها، فكانت لا تسمح بالتخلف، وكانت اللوائح تقضي بطرد من يتكرر غيابه دون عذر مقبول، وحين كثر غياب الطالب محمد الباقر ولد حامدن "آدن" قرر المجلس التأديبي فصله.
فكر الباقر في الأمر فجاءه الحل، ذهب إلى المختار ولد حامد "التاه" وقص عليه ما كان من أمره وأسباب غيابه ومبراته، فوعده المختار خيرا.
اتجه "التاه" إلى مدرسة تكوين المعلمين، فوجد مدير المدرسة الدكتور محمد المختار ولد اباه في مكتبه، فرحب به وأكرمه، ولك أن تتصور مجلسا ضيفه "التاه" وصاحب الضيافة "بابَ"..
بعد الترحيب والسؤال عن الأحوال، تحدث"التاه" عن محمد الباقر بن محنض الفاضلي العالم الصالح، المتوفى غب رجوعه من الحج وعن حفيده عبد الله "الداهي" القائل:
أإن مررت بربع حول بقاس::عاف قديم، قديم العهد بالناس
لأياً توهمت من آياته حمما:: كوشم معصم، أو وشي بقرطاس
أودى به القطر والأرواح مرتمسا:: ببارح من سوافي الصيف رماس
تظل والدمع من عينيك مندفق :: وفي فؤادك حزنا أي وسواس
وتحدث التاه عن محمد الباقر الفاضلي كيف كان حسن الخَلق و الخُلق، وذلك ما سيبينه لاحقا في ألفيته ليحيى:
كن في خلائقك مثل الباقر:: الطاهر القلب جميل الظاهر
ثم تحدث "التاه" عن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم.
ثم ودع الدكتور محمد المختار ولد اباه وانصرف.
استدعى الدكتور محمد المختار المراقب العام و سأله هل من بين الطلاب من يدعي محمد الباقر؟
فأجابه المراقب بأنه موجود لكنه موقوف لكثرة تغيبه، فطلب منه إرجاعه و إرسال بلاغ الي الاذاعة لإشعار الطالب الباقر بالعودة الي قسمه.
/
ومما كتب الإداري الأديب محمدن ولد سيدي "بدنَّ" Mohameden Ould Sidi Bedena:
.. وذكرت الدكتور محمد المختار ولد اباه، بأول لقاء بيننا جرى في مطلع السبعينات بنواكشوط وهو إذ ذاك يحتل منصب مدير المدرسة العليا للأساتذة. وبموجب ذلك ترأس لجنة أول مسابقة لولوج هذه المؤسسة الرائدة في البلاد.
وكان من بين المشاركين في المسابقة الأستاذان الأخوان: حمدا وببَّ ابنا سيدي ولد التاه المدرسان في معهد أبي تلميت .آنذاك
وفي إحدى الليالي صادفت مجيء الدكتور محمد المختار إلى محل نزول الضيفين، وبعد مراسيم السلام أفصح للجماعة بمنتهى اللباقة عن النتائج المنتظرة للامتحان قائلا: " جئت لأنبئكم بما توصلت إليه لجنة المسابقات من نتيجة.
بعد أن أمعَنَّا النظر في أوراق الامتحانات وقعنا في حرج.
فإذا نحن اعتمدنا كمعيار ما كتبه الأستاذ حمدا، نجح وحده ورسب بقية المترشحين. وأما إذا اعتمدنا كمعيار ما كتبه الأستاذ ببَّ نجح الأستاذ بب وبعض المترشحين ورسب حمدا ومعه بعض المترشحين كذلك.
فاستقر رأينا على اعتماد الخيار الأخير!"
قلت: ذلك من حظ البلاد و العباد..
وفي العموميات كذلك روى الدكتور محمد المختار أن المختار(توتاه علما) بن أبنو بن الأمانة كان مرة يدرس العلمين المعروفين: سيد أحمد بن محمد ولد إيّايَ، ومحمد فال ببَّها، في المذرذرة معلقة طرفة بن العبد التي مطلعها:
لخولة أطلالٌ ببرقة ثهمد :: تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد
إلى أن وصل منها إلى قوله:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً :: ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فإذا بقادم يخبر بوفاة الأمير أحمد سالم بن ابراهيم السالم!
فأردف توتاه قائلا: "وهذا أيضا مصداق آخر ينضاف إلى ما ذكرناه من معنى البيت الآنف"!
وسألت الدكتور محمد المختار كذلك عن لقاء ما فتئ أخي الدكتور جمال رحمه الله يذكر أنه حصل بينه وبين شماد بن محمد بن أحمد يوره في حاضرة ابير التورس فقال:
"مررت عليه مرورا خاطفا لغرض السلام ولما أردت الذهاب ألح علي في المكوث معه أطول وهو يقول: هذا ظرف وجيز جدا".
فقلت بالحسانية "أخِيرْ من العَدَمْ"
فأجاب شماد بداهة: "أخِيرْ منُّ بعْدْ بِشْوَيْ"
كامل الود