أماضيةٌ ليالينا سراعا ... وطاوية زوارقنا الشراعا
وآفلة ٌضحى منا شموس ..وقد شمخت سموا وارتفاعا
أذاوية بها الأحلام خضرا...وقد عظمت قطافا وازدراعا
أمنفرط بها عقد التلاقي .. غداة أروم للشمل اجتماعا؟!
وأندب واجمالاه وعهدي ... ولست بنادب لك أن أطاعا!
أتتركنا وغصن الود غض ... وترحل، لا سلام ولا وداعا!
على عجل كأن قد شمت برقا..بأفق المجد يلتمع التماعا
كأنك ناهض لأداء فرض ... فمدرع له الحَيْنَ ادِّراعا
أوَ انّك ملتق ضيفا فمُدْنٍ ...له منك البشاشة والقصاعا
أترحل هكذا عنا وتطوي ...كتابك والصحيفة واليراعا
وعلما كم سقيت به ظماء...وفهما كم غذوت به جياعا
ووجها ضاحكا طلقا بشوشا...وكفّاً بَضّة ويدا صَناعا
وسمتا في الهدى سمحا سديدا..قويما،لا اعوجاج ولا ابتداعا
أترحل هكذا عنا وتطوي ...حديثا لا نمل له استماعا
وقولا في بساط الحق فصلا.وسعيا صالحا وندى مشاعا
وتطويحا بآفاق المعاني ...وقنصا للشوارد وافتراعا
هوت هامُ الرجال وظَلـْت شهما..نقيا طاهرا ندبا شجاعا
تشع سنى على وطن عزيز.أضاع فتى،وأي فتى أضاعا!
محضت له يراعا كان حقا ... له ألا يعار ولا يباعا
أترحل هكذا عنا وتطوي ...سجايا لم تكن إلا طباعا
لـَخطبٌ ذاك يعتصر المآقي.ويضرم في الحشا النار التياعا
تود وقد طلبت الصبر فيه ...لوَ انّك رمت أمرا مستطاعا
ولكنا بحمد الله قوم ...نرى الدنيا سرابا أو متاعا
نسر ولا نغر بها ونأبى ...لخادع زخرف الدنيا انخداعا
إذا اتسعت رأينا الضيق فيها...وإن ضاقت رأيناه اتساعا
نُسَلّم لا ننازع من إذا ما...أبينا حكمه انتزع انتزاعا
ونعلم أن صرف الموت حق...وأنا لا نطيق له دفاعا
وأن الله حي، كلُّ حي ...يروم إليه في غده ارتجاعا
ترانا - وهو سلوتنا - صحاحا...على دنف ومسغبة، شباعا
كأنا ما رُزِئنا اليوم علقا ...نضن به ولم نفقد صواعا
فلذ بالله واغنم منه قربا ...تفوز به اصطيافا وارتياعا
وأجمل في جمال الجيل صبرا ... وأتبع صبرك الشكر اتـِّبِاعا
تروعنا المنايا فيك لكن ...تؤمنك المنايا أن تراعا
طويت القرن في عقد عطاء... وشبرا إذ قطعت قطعت باعا
وسقت سنيك ميقاتا لوصل ..إذا ما حم لم يخش انقطاعا
فنم واهنأ – جمالُ - بدار خلد...وطب ومحمدا فيها انتجاعا
وأبشر يا بشير بإرث مجد...تليد قد غُذِيت به ارتضاعا
وعش ركنا لصرح وأْوِ فيه...لركن لا نخاف له انصداعا
سلمتم يا أحبتنا ودمتم...لصيت ذاع في الدنيا وشاعا
معادنَ حكمة وهدى وعلم...وآداب لها كنتم قلاعا
عليها طابع من حب طه...أبت من غيره فيها انطباعا
تُحلّى بالصلاة عليه حليا...جمانيا أضاء وما أضاعا
زوى الكرب المُرِبَّ فصار قربا...وذاد الهم فانقشع انقشاعا