ضمن برنامجه "مقاربات نقديّة" احتضن بيت الشّعر- نواكشوط مساء اليوم الخميس 13يونيو 2024 ندوة نقديّة بعنوان: " قصيدة المديح النّبويّ بين الشعريّة والنّظميّة".
وقد قدّم الجلسة الأستاذ الدّكتور عبد الله السيّد مدير بيت الشّعر- نواكشوط، الّذي مهّد للنّدوة تمهيدا عامّا تناول فيه مناسبة هذا الموضوع للسياق الزماني؛ حيث قصيدة المديح النبوي في أفضل أيام الله، كما تطرق إلى فن المديح النبوي نشأة وتطورا، مبرزا بعض الآراء النقدية التي أثارتها قصيدة المديح قديما وحديثا.
وقد بدأت المحاضرة مع الدكتور سيدي محمّد محمّد سيدنا وهو دكتور وأستاذ حاصل دبلوم دراسات عليا من جامعة محمّد الخامس، ودكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها من جامعة الحسن الثّاني، ويعمل حاليا مؤلّفا ومدقّقا بالمعهد التّربويّ الوطنيّ، نشرت له عديد الصّحف والمجلّات العلميّة مقالات.
وفي كلمته بيّن أنّه يكاد يجمع نقّاد الأدب قديما وحديثا على أنّ القصيدة العربيّة عرفت نوعين من البنيات، بنية بسيطة، وحيدة الغرض، وبنية مركّبة تجمع ألوانا مختلفة من الأغراض يجمعها خيط معنويّ واحد، وقد عدّ النّقّاد البنيةَ الأخيرة أكثر جودة، وأحكم بناء، وهي؛ أي هذه البنية المركبة الّتي سادت في غرض المدح في عصور الأدب العربيّ الأولى، وأردف مشيرا إلى ملاحظة التزام المديحيّات بالبحور الفخمة الطويلة المقاطع البسيط- الطويل- الكامل الوافر- الخفيف، مع الوفاء للتّقاليد الشعريّة المتعارف عليها فنّيّا.
أمّا المداخلة الثّانية فقد قدّمها الدكتور. محمد محمود الزّبير، وهو حاصل على شهادة الكفاءة في مجال التّدريس من المدرسة العليا للأساتذة والمفتّشين، والإجازة ( في اللغة العربيّة وآدابها/ جامعة انواكشوط، ودكتوراه في مجال النقد الأدبي من جامعة الحسن الثاني بالمغرب، وقد عمل باحثا ورئيس خليّة المخطوطات بالمعهد الموريتانيّ للبحث العلميّ قبل أن ينتخب نائبا في الجمعية الوطنية.
وقد بدأ مداخلته بتوطئة حول مصطلح المدح في المعاجم اللّغويّة والأدبيّة؛ ليتناول بعد ذلك موضوع المديح من منظور تاريخيّ مبرزا تطور قصيدة المديح النبوي منذ البعثة النبوية إلى يومنا هذا بفترة النبوة <<رافق ظهور المديح ميل النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وازدهر في صدر الإسلام، وتواصل إلى يوم الناس هذا؛ مشيرا إلى أن " فن المديح ازدهر في العصر الأموي والعباسي، وشملت نظرة الشعراء لفن المديح آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام، وامتطى الكثير من الشعراء صهوة التخييل، بعد نكبة آل البيت، فكانت الإشادة بأقاربه وذكر أمجادهم مشغلا دينيا، وقربة ينال بها الأجر، وقد اكتمل نضج تجربة المديح مع ابن الفارض والبو صيري، فتجملت في عهدهم قصيدة المديح بالصور الشعرية"، وتناول نماذج من المديح النبوي قديما وحديثا.
واختتمت النّدوة بإلقاءات شعريّة تبرز جوانب من واقع قصيدة المديح النبوي، ومداخلات وتعقيبات.