نظم بيت الشّعر-نواكشوط مساء اليوم الخميس 14 من نوفمبر 2024 بحديقته أمسيّة شعريّة من تراتيل الأصيل التي دأب بيت الشّعر على تنظيمها سعيا منه لصنع متنفّس شعريّ خلّاق وملتقى ثقافيّ للأدب وكتّابه بغية منح فسحة جماليّة لجمهور القصيدة والشّعراء من روّاده، وقد أنعش الأمسية صوتان شعريّان مبدعان هما: أحمد بو لمساك وأحمد محمّد محفوظ بدّي.
وافتتحت الأمسية مع أحمد بولمساك وهو شاعر من مواليد 1973 بمدينة أطار، حاصل على المتريز في الأدب، له ديوانا شعر "السر" و"الحداء" وقد صدر الأخير عن دائرة الثقافة بالشارقة، ضمن المطبوعات السنوية لبيت الشعر نواكشوط.
وقد ألقى عددا من نصوصه من بينها قصيدة " وطن الخزامى " منها:
وطنٌ بأنفاس الخزامى يعبق
وعليه من سمت البداوة رونق
ألقى النّخيل عليه برد شموخه
والحُسن من صحرائه يتدفّق
حجّ القصيد وطاف بين شعابه
حتّى كأنّ الشّعر فيه معلّق
يا ثوب أحلام العقيق ونفخة
من ناي عذرة في الجوانح تخفق
أهديك من رطب المجاز مسلّة
فيها معانيك الحِسان تفتّق
فيما صعد المنصّة ثانيا أحمد محفوظ بدّن، وهو شاعر من مواليد مدينة المذرذرة عام 1994، تلقّى تعليمه الأول في المحظرة، ثم التحق بالجامعة بعد نيله الباكالوريا الأدبيّة، متحصّل على الماستر في الآداب العربيّة من جامعة نواكشوط، يعمل حاليا أستاذا للّغة العربيّة بإعداديّة
وقد ألقى من قصيده عدّة نصوص كان ضمنها نصّه: " الكوكب الدّريّ" الّذي يقول فيه:
بَدْرُ الْبَشَائِـرِ عَـنْـهَـا الْـيَـوْمَ مَـا حُجِبَـــا
فَأَمْطَـرَتْ لُـؤْلُـؤاً وَاسَّـاقَطَـتْ رُطَبَـــا
وَجَلْجَـلَ الرَّعْـدُ وَانْـثَـالَتْ سَحَـائِبُــهُ
فَسَــالَـتَ اوْدِيَـةٌ مِــنْ مُـزْنِــهِ وَرُبَـى
وَأَنْـبَـتَـتْ وَرَبَـتْ مِـنْ كُــلِّ زُخْـرُفَــةٍ
وَاهْـتَـزَّ كُـلُّ جَـمَـادٍ فَـوْقَـهَـا طَرَبَــا
هَذِي الرِمَالُ غَدَتْ تَنْهَدُّ مِنْ ذَهَـبٍ
كَـأَنَّ كُـلَّ حَصَـاةٍ أَصْـبَـحَـتْ ذَهَـبَــا
لَـمَّــا طَلَعْـتَ عَـلَـيْـهَــا مَلْجَـأً أَمَــلًا
لِلْحَــائِـرِينَ تُـزِيـلُ الشَّـكَ وَالـرِّيَـبَــا
وقد انتهت الأمسيّة، بالتقاط صورة تذكاريّة جماعيّة مع ضيوف التّراتيل، وبعض من الطّيف الثقافيّ لبيت الشّعر وسط حضور متنوّع من محبّي القصيدة وعشّاق اللّغة وجمهور بيت الشّعر.