محمد سيدي محمد (تدوينة)
في موضوع أصل تسمية بئر الگارب يتساءل الأستاذ سيدي أحمد ولد الأمير عن إمكانية أن تكون التسمية عائدة لمصطلح أطلقه البيظان قديما على القافلة وهو "الگارب". هذه المعلومة القيمة والنادرة في هذا الفضاء الأزرق والذي يمتلئ بالمعلومات عديمة القيمة كانت بالنسبة لي كنزا طالما بحثت عنه بعد أن وجدت فيها الإجابة الشافية على مسمى لم أفهمه قبلها. فإسم "عين لگوارب" في طرف المجابات الكبرى لا يحتمل أي علاقة بالمراكب البحرية وبقي لي لغزا من دون حل. اليوم المسائل واضحة: لگوارب تعني القوافل والعين تعني الممر بين الكثبان الرملية وبالمجمل فالإسم يعني: ممر القوافل داخل الحاجز الرملي (أذراع). إسم آخر وجد تفسيره قياسا وهي تسميتها للقطار ب "الگارب" فعرباته المتصلة والمحملة بالبضائع تشبه تماما سير القافلة عندما تحمل الجمال وتربط بعضها ببعض. ولكن ماذا عن تسمية مدينة روصو القديمة أي لگوارب؟!!
تعقيب:
سيدي أحمد ولد الأمير :
بالنسبة لتسمية القافلة بالگارب فقد وردت مرارا في نصوص التاريخ الموريتاني المعروف بالحوليات. فمثلا في حوليات ولاتة وعند الكلام عن حوادث سنة سنة 1278 هجرية أي 1862 ميلادية ما نصه: "وفي الثامن والسبعين ومائتين وألف أخذ مشظوف گارب الأغلال.
وفي حوليات تيشيت في حوادث سنة 1282 هجرية أي 1866 ميلادية ما نصه: "وفي الثاني والثمانين ومائتين وألف: أتى الجراد لجميع البلدان. ووقع وباء البقر. ووقعت الشدة أي المجاعة في تيشيت وشنقيط وولاتة وأزواد وتنبكتو بل في بلاد التكرور. وفيه إغارة مشظوف الساحل والگرع على گارب أهل تيشيت ولم يتركوا لهم إلا القليل نحو العشر أو عشره."
وقد سألت أثناء تحقيقي لكتاب حوادث السنين الذي فيه جميع نصوص الحوليات الموريتانية عن معنى "گارب الأغلال" ومعنى " گارب أهل تيشيت" الوارد في هذين النصين المشهورين، فأكد بعض مؤرخي منطقتي الحوض وتگانت أن الگارب تقال لقافلة الجمال.
وعموما فعلاقة الدال بمدولوله كما يقول علماء اللسانيات علاقة اعتباطية لا يبحث فيها غالبا عن المنطق.
