كنت أعلم أن مسجد لندن المركزي London Central Mosque يبعد عن الفندق حوالي ثلاث مائة متر تقريبا وكانت صلاة العصر قد اقتربت
مسجد لندن المركزي
شهدت الفترة الممتدة ما بين 1900 و1931 محاولات حثيثة من أطراف عديدة بهدف السماح ببناء مسجد وكان أبرز من تحرك في ذلك الشأن هو اللورد Rowland George Headley الذي كان قد اعتنق الإسلام عام 1914 وأدى فريضة الحج وغير اسمه إلى : الشيخ رحمة الله الفاروق
لكن حجر الأساس لما سيعرف فيما بعد بالمركز الإسلامي بلندن لم يتم وضعه قبل 4 يونيو 1937 من قبل سمو الأمير AZAM JAH الابن الأكبر للسيد OSMAN ALI KHAN آخر حكام دولة حيدر أباد
وافقت الحكومة البريطانية مطلع 1940 على مبدأ تخصيص مكان لمركز إسلامي ومسجد يمارس من خلاله المسلمون شعائرهم الدينية و اعتمد ديوان حرب رئيس الوزراء البريطاني Churchill في 4 أكتوبر 1940, مبلغ 100,000 جنيه إسترليني كمساعدة في بناء المركز وذلك – حسب البيان- اعترافا بحق المسلمين في ممارسة عبادتهم وتكريما لأرواح آلاف الجنود المسلمين الذين ماتوا دفاعا عن علم أبريطانيا العظمي
قرر سفراء الدول الإسلامية قبول الهدية وتم اعتماد مقر المركز الإسلامي المشتمل على المسجد وتم افتتاحه في اكتو بر عام 1944 من قبل جلالة الملك جورج السادس, الذي يقال إنه وافق على منح مقر المجمع مقابل حصوله على قطعة أرض بالقاهرة لبناء الكاتدرائية الإنجليكانية
ظل موضوع تصميم البناء النهائي للمركز والمسجد يراوح عبر أروقة القرار البريطاني حتي سنة 1969 حيث أعلن عن مسابقة دولية لتصميم مخطط المركز والمسجد شارك فيها أكثر من مائة متسابق من المهندسين المعماريين المسلمين وغير المسلمين ليقع الاختيار سنة 1972 على تصميم للمهندس المعماري البريطاني السير: Frederick Gibberd ويعلن فائزا بالمسابقة
صمم المهندس العبقري مسجد لندن المركزي جاعلا منه – بعد أن انتهي بنائه سنة 1978 – تحفة معمارية تمثل أحد أبرز مزارات منطقة Regents park حيث تميز بمنارته التي تمثل مزجا بين الطراز المعماري المشرقي والتركي كما صمم له قبة ذهبية تجعل الرائي دون تفكير يربط صلة قرابة بينها مع قبة الصخرة في القدس الشريف
بدأ البناء في تنفيذ المخطط عام 1974 بعد أن تكفل كل من الراحلان الملك فيصل بن عبد العزيز والشيخ زايد بن سلطان آل انهيان بتوفير ميزانية تنفيذ المخطط الذي شمل ملحقات المسجد من قاعة للصلاة خاصة بالنساء ومكتبة إسلامية ومجمعا سكنيا ومحلات خاصة بيع المنتجات الإسلامية من ملابس وغيرها كما اشتمل المجمع على مقهى ومطعم يقدم الوجبات المرغوبة من قبل أفراد الجاليات المسلمة
وفي سنة 1994 تمت توسعة المجمع من خلال إضافة مركز تعليمي ومبان إدارية وذلك بتمويل من الراحل فهد بن عبد العزيز.............................................يتبع