(إيجاز صحفي)
أشاد العلامة الخليل النحوي رئيس مجلس اللسان العربي في موريتانيا بالمبادرة الرائدة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تجلت في افتتاح بيوت للشعر العربي، مؤكدا أن صاحب السمو له باع طويل في خدمة اللغة العربية، خاصة من خلال الاهتمام الذي يوليه لمعاجم اللسان العربي.
وقال الخليل النحوي إنه مسرور بالجلوس اليوم أمام نخبة من الأكاديميين والأدباء "في بيت شعر نواكشوط بيتنا وخيمتنا"، وفق تعبيره.
وأضاف: أتشرف بأن يكون أول ضيف يتحدث ضمن الفعالية الجديدة التي أضافها بيت الشعر- نواكشوط لعناوين عطاءاته وهي "تجارب مثمرة" قائلا "إن الإخوة في بيت الشعر ينظرون إلي بعين الرضا وإلا لعنونوا هذه الجلسة بـ"تجارب" فقط.
وكان الخليل النحوي يتحدث في قاعة النشاطات ببيت الشعر - نواكشوط مساء أمس (الخميس) في أولى حلقات "تجارب مثمرة"، التي أضافها بيت شعر نواكشوط لأجندته الإبداعية، سعيا من البيت لإمداد الشباب والأجيال عموما بزبدة تجارب القامات العلمية والثقافية.
ونوه الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر - نواكشوط بالعطاء الثقافي الذي قدمه الخليل النحوي للثقافة والأدب، داعيا الشعراء والمثقفين الشباب وأصحاب القلم كافة إلى أخذ الدروس من أصحاب التجارب المثمرة الناجحة، منوها إلى أن المسيرة العلمية للمبدعين تحتاج التدبر والقراءة المتأنية لأخذ العبر والدروس والاستفادة منها.
هذا، واستعرض الخليل النحوي بأسلوب أدبي ماتع مسيرته تعليما وعملا وتأليفا إلى غاية اليوم، الذي أعرب فيه عن أمله الراسخ بأن يقوم "مجلس اللسان العربي في موريتانيا" بحمل الأمانة الموكلة إليه تجاه لغة الضاد.
النحوي (63 عاما) الذي بدأ حياته ناشطا أدبيا وثقافيا عبر المؤسسات الثقافية العربية ومن أبرزها اتحاد الأدباء العرب، واتحاد الصحفيين العرب، ثم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهو الرئيس المؤسس لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين، ثم هو الكاتب الصحفي الذي تمكن من وضع لمساته على مشروع أول صحيفة يومية في موريتانيا لمستهل السبعينات من القرن الماضي، ورئيس مجلس اللسان العربي في موريتانيا، تحدث بكثير من التواضع ونكران الذات عن مسيرته الدراسية والعملية، مُرجعا الفضل في كل ما حقق إلى الذين عمل معهم من مسؤولين ومثقفين وأدباء داخل موريتانيا وخارجها، متحدثا عن تفاصيل أحداث ومؤسسات كانت شاهدا على حقبة معينة امتازت بكثير من التواصل المعرفي.
وخلص العلامة الخليل النحوي إلى أنه يستخلص من مسيرته شيئا مهما وهو أن الفشل قد يكون أقرب بوابة للنجاح، كما أن الثبات على القيم العليا ممارسة وأخلاقا هو الضامن لتحقيق المشاريع الفردية والجماعية.
النحوي، مؤلف عشرات الأعمال التي من أبرزها "نماذج من الشعر الموريتاني المعاصر"، و"بلاد شنقيط : المنارة والرباط"، و"المعجم العربي الميسر"، و"إفريقيا المسلمة ـ الهوية الضائعة"، دعا الشباب إلى اعتبار كل فشل أو انتكاسة هي عامل خير وحافز لتحقيق الحلم، موردا قصة طريفة وهي أن حلم حياته كان يتمثل في أن يصبح كاتبا على الآلة الراقنة، التي لم تعد مستعملة في الطباعة، بينما كانت بعض محطات حياته سببا في توجهه نحو ميادين اكتساب المعرفة.
هذا وأشفعت الجلسة بمداخلات لعدد من الأساتذة والشعراء، نوهوا من خلالها بالعلامة النحوي، باعتبار تجربته تجربة رائدة تحتذى على جميع المستويات الإبداعية والعملية.