صباح الجمعة السادس والعشرين من يوليو 2019 ، كان معظم المشاركين في المسابقة العالمية للشعر المقامة في جمهورية الشيشان، بمناسبة افتتاح أكبر مسجد في أوربا،قد علموا من خلال التواصل مع اللجنة المنظمة أن اللحظة الحاسمة قد أزفت..يوم واحد ربما يفصلنا عن معرفة الفائزين الثلاثة..يومَها شددت الرحال متجها إلى بوتليميت ومنها على نية الذهاب إلى قرية تِيدَمَّلين، الحضرة العامرة بما تشتهيه الروح..كانت رحلة روتينية لا مناص منها كلما تاقت الروح واشتاق القلب لحضرة ذلك الشيخ الذي طالما دعا الله لي مردفا أن أشياء كثيرة ستتحقق بإذن الله..
وصلت إلى بوتلميت حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحا..ركنت سيارتي في مكان آمن لأنها لن تصاحبني إلى هناك..ثم أتخذت مكانا غير قصي من الطريق،في بهو أحد المطاعم العامة..تناولت بعض ما يتناوله المسافرون عادة، في انتظار ذات دفع رباعي تقلني إلى الحضرة المباركة..تحركت عقارب الساعة إلى أن وصل الوقت إلى 10:44ص، أرسلت الرسالة التالية إلى اللجنة المنظمة للمسابقة لجس نبضها قبل لحظة المغادرة: "السلام عليكم.. حياكم الله، أنا سأغيب عن التغطية مدة يومين أو ثلاثة ربما..لذا سأكون مضطرا لمعرفة في حال كنت ضمن الفائزين الثلاثة،كيف سيم التواصل معي؟".. انتظرت حتى 11:08ص فجاء الرد التالي من اللجنة المنظمة: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،حاول ألا تغيب يا أخي فالنتائج للفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى ستعلن غدا أو بعد غد."
قررت العودة بعد أن راودني شك ما،بأنني ضمن الثلاثة،فعدت أدراجي إلى العاصمة انواكشوط.. كان يوما مختلفا عن أيامي السابقة،حيث ازدادت وتيرة الترقب وارتفع منسوب الأمل..وصلت إلى العاصمة ..فكانت المفاجأة الكبيرة..اتصال من اللجنة المنظمة على الواتساب..فتحت الخط..كان على الطرف الآخر السيد مالك الذي سأتعرف عليه لاحقا في الشيشان.. سلم علي بهدوء..ثم أدرف معلنا عن اللحظة الفارقة؛ مبارك شيخنا عمر لقد حصدت المركز الأول للجائزة..لا أدري ما الكلمات التي اعترتني حينها وأنا في حلم من أحلام اليقظة،طالما راودني طيفه ليل نهار.. هويت ساجدا لربي حين منحني شرف الفوز بجائزة عالمية في مدح الحبيب محمد عليه أفضل الصلاة والسلام..كان بعض الأقارب بجانبي فانكبوا علي معانقين ومهنئين..وكان مالك لايزال على الخط ينتظر أن يخبرني بأشياء تهمني لترتيب باقي الفرحة..أعدت السماعة لأذني..ثم أعاد مالك التهنئة والمباركة..وقال: أتعرف يا شيخنا لماذا قلت لك ألا تغيب عن التغطية؟ كنا في اللجنة المنظمة تصلنا درجات القصائد المشاركة، من لجنة التحكيم..وكانت قصيدتك تتصدر الدرجات بشكل لافت..وكنا على يقين أنك الأول..ثم بدأ يرتب معي إجراءات السفر........
............... يتواصل