من مآسي الحرب التي لاتحصي كونها اداة إعدام للقاءات الحميمية وفى نفس الوقت مصدر إلهام نادر للشعراء يستمدون منها وأثناءها من مخزون الذاكرة وهي التي لا تخون و في منأى من الخوف
ولذلك تاتى لحظة الاستلهام من واقع الحروب لحظة مكابرة تلجأ إلى السردية فى تسام على أدوات الهدم ونزوع إلى الأدوات البشرية وكان شيئا لم يكن !كذلك كان عنترة حين تذكر ابتسامة حبيبة فرقته أدوات الحرب معها لكنه تسامى على تلك الأدوات الهادمة بالعبور إلى الزمن الماضي زمن اللقاء الحميمي
*ولقد ذكرتك والرماح نواهل*
*منى وبيض الهند تقطر من دمى*
*فوددت تقبيل السيوف لانهأ*
*لمعت كبارق ثغرك المتبسم*
والشاعر العربي الحساني هنا في طلعته هذه يتغزل بمنظر فتاة في بداية عمر الانوثة وليس وصفها بكونها ادمكي لحروف إلا كناية عن ريعان الشباب
.ادْليْم ؤ غيلان ؤ مشظوف
كَعْدو فالشّرْ ؤ فيه ؤكوف
و ابْييري و سْباع ألّ شوْف
ؤورَ شوف ؤ موْت الغليان
و اجواكين اتْكَرَّن لُلُوفْ
ادّوّرهمْ للشّرْ اعوانْ
ؤ لو كانو شافو يالرؤوف
تتْفانْ اطفيلَ هوْن اتبانْ
تتّفّنْ و ادّمْكي لحروف
يتخاوَ من ذاك التّتقان
ادْليْمْ ؤ غيلان ؤ مشظوف...
يأتي هذا الغزل ليعزز نغمة درامية تلوح في أفق وجدان الشاعر المشبع والمشحون بالامتعاض من الحروب التي افنت كثيرين من قومه وهي نزع تتلاقى تقابلنا مع فتاة جالسة باسترخاء وشعور بامن غائب !
لكن الجلسة تحيل إليه ايحائيا
فإذا كانت الحروب فى الطلعة تحيل دلاليا إلى الفناء و غياب الحميمية فإن جلسة تلك الفتاة تحيل ايحائيا إلى الاسترخاء والحميمية فهلمو يا متحاربين بلا اهداف ، إلى جلستى هذه هي دعوتى من خلال هذا الغزل كأنه يقول ....
وقد استلهم شاعر عربي حساني آخر هو محمد فال ولد يسلم من واقع الحروب لتلتقط كامراه الشعورية لحظة رسمت بعض ملامح الجمال أثناء الحرب :
علمنى ملان يَحد
احظر لغوي اولاد احمد
وانظر منت انصيبوه افْگد
من زر الحصر لگصان
فآخر لمجاريح اتسند
حرطاني مزدوف ؤ ضان
يدنو يمشي بعد أشد
زدفو من زدف الحرطاني
لم تكن المسافة لوقف دفق العواطف فقد كانت منت انصيبوه في آخر طرف من جمهور المعركة القادم لنصرة وإسعاف المقاتلين " من زر الحصر لگصاني "
لكن ذلك لم يمنع الشعر من رسم المشهد متغنيا بالجمال أوان إراقة الدم