رحيل حنّا مينة "شيخ الرواية العربية"

ثلاثاء, 08/21/2018 - 11:27

وكالات

رحل الكاتب السوري حنا مينة عن عمر 94 عاماً، وهو من مواليد 9 أذار/ مارس 1924. لقّب بشيخ الرواية السورية، وهو والد الفنان سعد مينة.

ولد مينة وعاش طفولته في إحدى قرى لواء اسكندرون، وفي عام 1939 عاد مع أسرته إلى مدينة اللاذقية.

تنقل بين عدة مهن في شبابه من تصليح الدراجات إلى بحار على القوارب والسفن، قبل أن يعمل في كتابة المسلسلات اللإذاعية باللغة العامية ثم موظفاً في إحدى الدوائر الحكومية.

ساهم مينة مع عدد من الكتاب اليساريين السورين عام 1951بتأسيس رابطة الكتاب السوريين، ونظمت الرابطة عام 1954 المؤتمر الأول للكتاب العرب.

سافر مينة إلى أوروبا ثم إلى الصين سنوات عديدة، ثم عاد إلى سوريا واستقر فيها. 

 

طغى تأثره بالبحر والمدن الساحلية على أسلوبه الروائي، فجاءت معظم رواياته تدور أحداثها حول البحر وأهله. 

من أشهر رواياته "الياطر"و"المصابيح الزرق"و"نهاية رجل شجاع" والتي تمّ تحويلها إلى مسلسل، و"الشمس في يوم غائم" و"بقايا صور" التي تمّ تحويلهما إلى فيلم "حارة الشحادين"، وغيرها الكثير. 

وعاش مينه طفولته في إحدى قرى لواء الإسكندرون على الساحل السوري، وانتقل مع عائلته عام 1939 إلى مدينة اللاذقية الساحلية، حيث عشق البحر، وكان ملهمه والقاسم المشترك في معظم أعماله التي تدور حول البحر وأهله.

ومما قاله مينه حول تعلقه بالبحر "إن البحر كان دائماً مصدر إلهامي، حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب... الأدباء العرب أكثرهم لم يكتبوا عن البحر لأنهم خافوا معاينة الموت في جبهة الموج الصاخب".
 
ويمضي قائلا بعد أن انتقل إلى العاصمة دمشق "أمنيتي الدائمة أن تنتقل دمشق إلى البحر، أو ينتقل البحر إلى دمشق، أليس هذا حلماً جميلاً؟! السبب أنني مربوط بسلك خفي إلى الغوطة، ومشدود بقلادة ياسمين إلى ليالي دمشق الصيفية الفاتنة، وحارس مؤتمن على جبل قاسيون، ومغرم متيّم ببردى، لذلك أحب فيروز والشاميات". 
 
والأديب الراحل كافح كثيرا في بداية حياته، وعمل حلاقا وحمّالا في ميناء اللاذقية، ثم بحارا على السفن والمراكب، واشتغل في مهن كثيرة أخرى منها تصليح الدراجات، ومربي أطفال في بيت سيد غني، إلى عامل في صيدلية.

وقف في وجه الاستعمار الفرنسي وعمره 12 عاما، وعاش حياة قاسية، وتنقل بين عدة بلدان، وسافر إلى أوروبا ثم إلى الصين لسنوات، لكنه عاد.

أما في عالم الكتابة فتدرج من كتابة العرائض للحكومة، ثم كتابة المقالات والأخبار الصغيرة للصحف في سوريا ولبنان، ثم تطور إلى كتابة المقالات الكبيرة والقصص القصيرة، وأرسل قصصه الأولى إلى الصحف السورية في دمشق بعد استقلال سوريا، وفي عام 1947 استقرت به الحال بالعاصمة دمشق، وعمل في جريدة "الإنشاء" الدمشقية حتى أصبح رئيس تحريرها.
  
وكان يقول عن مهنة الكاتب التي احترفها إنها "ليست سواراً من ذهب، بل هي أقصر طريق إلى التعاسة الكاملة. لا تفهموني خطأ، الحياة أعطتني، وبسخاء، يقال إنني أوسع الكتّاب العرب انتشارا، مع نجيب محفوظ بعد نوبل، ومع نزار قباني وغزلياته التي أعطته أن يكون عمر بن أبي ربيعة القرن العشرين؛ ويطالبونني في الوقت الحاضر بمحاولاتي الأدبية الأولى، التي تنفع الباحثين والنقاد والدارسين، لكنها بالنسبة إلي ورقة خريف أسقطت مصابيح زرقا".