و كان سِرُّ الحُبِّ في الأهْدابِ
ما أقْفَرَتْ مَقْلــــــوبةً أكوابي
كانت تُريدُ السَّقيَ من فِنجانها
لم تنتظرْ كالذائداتِ ذهابي
ما جاءَ مُوسى زائرا مُتلهِّفًا
حتى همَمْتُ بسَفرةِ الإيَّابِ
عَشْرا قَضيتُ مُهَدهَدًا في مِلْحَفٍ
مَسرورةٌ أهدابُنـــا بِكِتـــابِ
الحُبُّ ليسَ خروجَنا عن عُرْفِنا
عن ديننا المَحفوظِ و الأصلابِ
لكنَّهُ سِرُّ التَّوارُدِ و الرُّؤَى
و مَلاحةُ المَسْكوبِ في الأعْصابِ
الحُبُّ رُوحُ الهَدْيِ مَنطِقُهُ الَّذِي
يَشفي القلوبِ و لَوْعَةَ المُرتابِ
الحُبُّ صوتٌ هادئٌ مُتَوَسِّلٌ
للضَّعْفِ قائِدُهُ سَواءَ صوابِ
لمَّا قَبضتُ يَمِنَها لم أرتَجِفْ
كالسَّامِرِيِّ بفِعلِهِ الكَذَّابِ
هذي خُيوطُ النُّورِ تَرسمُ لَوحةً
في الصَّدرِ في الأحداقِ والأنخابِ
بيتُ السلامِ بنيتُهُ من أدمُعي
فالدمعُ مَاسُ الشِّعرِ و الكُتَّابِ
الدمعُ مرآةُ الصَّفاءِ نقاؤُهُ
الدمعُ صِدقُ الحُبِّ بالإغْرابِ
بُعدُ المقامِ سُجوننا في غُربةٍ
تَلتَفُّ كالقُطعانِ كالأسرابِ
هذي الطيورُ السابحاتُ عَشيّةً
أنغامُها في الليل من زريابِي
تَبكي نهارا طُــوله مُتقطِّعٌ
و البُعدُ أبكاني بثوبِ مَهابي
الناسُ تُبصِرُ ما تراهُ تلطُّفًا
والنارُ في الأحناءِ و الجِلبابِ
يابنَ الرِّمالِ الزاحفاتِ تفلَّتت
مِنكُ الخيوطُ بأمةِ الأعرابِ
هذي الرطانةُ في الصباحِ تُجِيدُها
و تَعودُ للأشعار و السَّيابِ
داءُ الحروفِ دواؤُهُ في أضلعي
بالحرفِ و الإشمامِ و الإقلابِ
الله يعلمُ ما أكفكِفُ مِن هوًى
لأعودَ للإنســـــان للأترابِ
الأندلسي