احتضن مجلس اللسان العربي بموريتانيا في مقره مساء السبت 5 شوال 1440هـ/ 8 يونيو 2019 غ محاضرة عنوانها: "الاتساق في شعر المتنبي: قصيدة "من الجآذر" نموذجا".المحاضرة تدخل في إطار برنامج محاضرات المجلس وقد قدمتها الدكتورة مباركة البراء أستاذة الأدب الحديث بالمدرسة العليا للأساتذة بحضورعدد كبير من الأساتذة الجامعيين والمثقفين والإعلاميين والباحثين والمهتمين بالقافة العربية ولغتها وآدابها.
أدار المحاضرة الأمين العام للمجلس الدكتور المختار الجيلاني، وقدم لها رئيس المجلس الدكتور الخليل النحوي؛ حيث نبه في كلمته إلى العلاقة الوطيدة بين اللغة والأدب والعامة والشعر خاصة؛ منوها أن المجلس، وإن كان قد اعتاد في نشاطاته ومحاضراته أن يركز على القضايا اللغوية، فإن المدخل الذي تناولت منه المحاضرة هذ النص الشعري هو مدخل لغوي بامتياز.
وهذا ما أكدته المحاضرة في مستهل حديثها من أن دراستها لمفهوم الاتساق في النص الشعري تدخل في حقل اللسانيات النصية.
فالنص اللغوي على مجموعة من العلاقات متجاذبة الأطراف، ومتعالقة الدلالات، وتتجسد هذه العلائق بين مكونات النص، عبر مجموعة من الإمكانات المتاحة في اللغة، التي تشمل الوسائل اللغوية الشكلية، إضافة إلى العلاقات النحوية والمعجمية .
ولا شك أن مقاربة النص الشعري، ومحاولة الوقوف على هندسته التركيبية تختلف عن مقاربة غيره من النصوص، ذلك أن لغة الشعر مراوغة ومخاتلة، تسعى دوما إلى إعادة التشكل ، وتغيير المواقع المعهودة، من أجل إثارة المتلقي، وبناء الدلالات المستفزة.ولتبين العلائق التي تجعل من النص بنية متكاملة؛ لا بد من البحث عن معينات الاتساق التي تضمن استمرار النص.
يظهر الاتساق المعجمي عبر تتابع وحدات النص المعجمية وترابطها، مما يسهم في استمرارية النص وذلك من خلال خاصيتي التراكم والتقابل أو التكرار والتضاد.
وقد تتبعت المحاضرة هذه المفاهيم بالشرح والتوضيح والتمثيل
وقد أتبعت المحاضرة بنقاش مفتوح قدم فيه الحضور من أدباء ولغويين وباحثين تعقيبات ثرية بما فيها من آراء وأفكار وأسئلة واستشكالات كانت موضوع ردود وتعليقات من الدكتورة مباركة.
