يعجبني في د. النجاح منت محمذن فال كونها تعتمد في دراسة أي نص أدبي - عربي فصيح أو حساني - على الثقافة الخاصة للقارئ. ويعجبني أكثر ما حباها الله به من ملكة خاصة وقدرة على دراسة الأدب وتحليله بطريقة تلامس الوجدان وتداعب الخيال. إن أردت النجاح رومانسية، وجدتها رومانسية. وإن قلتها واقعية، فهي واقعية. وإن رمتها اجتماعية أتتك اجتماعية!؟
سئل أحد سكان آفطوط عن رأيه في باب ولد الشيخ سيديَ؟ قال لا أدري. قالوا لا بد أنك تدري، قل! سكت قليلا، ثم قال : بَيْلوكه! لو سئلت اليوم عن د. النجاح لقلت: "بيلوكة"! النجاح ماكينة بشرية لإبداع الأدب الرفيع.
وقفت قبل قليل على مقارنتها بين "النوء" عند امرئ القيس والأديب ابراهيم ولد ابراهيم، وقفزت إلى ذهني معضلة العلم والجهل، وأيهما أكثر ارتباطًا بالسعادة وراحة البال.. وهي المعضلة التي عبر عنها المتنبي بقوله:
ذو العقلِ يشقى في النعيمِ بعقلِهِ وأخو الجهالةِ في الشقاوةِ ينعَمُ
قلتُ في نفسي كم من شخص مرت على مسامعه "قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل"، ومرت به "تلطف بيّ يوم النّصبح" ولم يتحرك له ساكن؟ وما ذنب د. النجاح التي حزنت وتحركت وأبدعت؟ إنها شقاوة "العقل" و"الأدب".. أليس الجهل أكثر رأفة من العلم؟ أوَليْسَ خلو البال أكثر سعادة من زحمة اللوعات واللهف؟
نام الخليّون من حولي .. وما علموا.