
لا شيء أحلى من القراءة للكاتب المُلتزم بثوابت دينه وقضايا أمته ؛ مُتعبدا في محراب القلم متأنقا في حقول المعرفة خبيرا بقطوف بساتينها ، مُلهما في المقارنات والاستنتاجات و نحت المصطلحات في ثنائيات واستثناءات ماتعة لم تنسج على منوال سابق ، وتلك ماهيةُ الإبداع وفحوى النبوغ وغرسُ الذكاء البهيج ..
▪︎ أقرأ للدكتور أدِّي آدبَّ كتابَ : (موريتانيا بلاد الاستثناءات) وكنتُ منه على حذر وتهيُّب لغلبة الترميز والنحت على كتاباته ونصوصه التي اطلعتُ عليها ، ولكن ما إن تجاوزت المُقدمة حتى انجلت الصفحات عن خَلق آخر غير الذي صاغته مرامي الغربة ومراقي العصامية .. هاهنا القلم السيال والحرف المُنساب والحِجاج المقنع والاستنطاق الفصيح والصمت المُعبِّر بجلَد المؤرخ المُنقب ونفس الأديب الظريف ورُوح المسلم المُنيب والفقيه المربي والمجدد المصلح ..
خيطٌ ناظم كأنما رسمته عدسة أجهزة المَسارات الطُّرقية التي تبدو للناظر فيها على مد البصر منعرجاتٌ ونتوءات .. وكلما اقتربت منها استقام الخط وتمهد الطريق اللاحبُ؛ فكذلك انتظم سلك الاستثناءات والثنائيات متشابكا ومتناثرا في آن واحد.
والعجبُ أني حين استمعت إلى عناوين مشروع النشر لدى أدي ول آدب في برنامج قامات الذي أداره الأديب الأريب محمد الأمين محمد المصطفى ورغبت في أن أقرأ من إصداراته ، وقع اختياري على هذا العنوان وقلت في نفسي ليكن بوابة الولوج إلى باقي الإصدارات .. ونعم البابُ هو حَبكة وحِنكة و حكمةً فلله در الأفذاذ المترهبين في محاريب التميُّز والإبداع غير آبهين بصخب المارة وما يطلبه المستعجلون .
سيكون لابن آدب صدى عظيم في خلد الباحثين و"خلدونيات" المنقبين عن استثناءات الصحراء وثنائيات المُلثمين الفاتحين حفظه الله وعمره في صحة وعافية .
• محمدن يحظيه