د. عبد الله السيد (*)
نتائج شهادة الثانوية العامة غير مفاجئة:
_ شكل الامتحان الذي نقوم به تجاوزته أغلب البدان، وحذرت منه النظم التربوية...
_ نمط التقويم الذي يعتمد على ذاتية المصحح، خاصة في المواد الأدبية، تجاوزته النظم المعتمدة الآن في التقويم.
_ ضعف المستوايات في اللغات جعل الطلاب لا يستوعبون المقررات، ولا يستطيعون التعبير عن الجانب الضئيل الذي استوعبوه منها.
_ إنهاك المدرس المتميز بالحصص الإضافية للخاصة، من أجل أن يعيش، جعل عطاءه لعامة الطلاب ضغيفا.
_ عدم توفر الكتاب المدرسي، وترفع غالبية المعلمين عن اعتماد الموجود منه، بحجج مختلفة، أسهم في ضعف مستويات الطالب؛ فاللغة لا تتعلم إلا من خلال النصوص...
وأرى أنه لابد بصورة مستعجلة من:
أولا: إطلاق قناة تعليمية وإذاعة تعليمية، ومواقع إلكترونية تعليمية.
ثانيا: لا بد من مضاعفة عدد المعلمين في كل مراحل التعليم، حتى تتوفر المؤسسات على الطاقم البشري الكافي في مرحلة أولى، ثم يأتي البحث عن الكيف في مرحلة ثانية.
رابعا: لا يمكن للمدرس أن يؤدي واجبه إذا كان راتبه لا يحقق له الحد الأدني للعيش الكريم، وسيظل قبوله للوظيفة داخل في باب عقود الإذعان؛ وبالتالي فتحسين ظروفه مفتاح إصلاح التعليم.
خامسا: قد تكون ليبرالية التعليم ولامركزيته مفيدتين في بعض المجتمعات؛ لكنها كارثية بالنسبة للبعض الآخر؛ حيث تؤدي إلى جيل متفكك، وإلى فوضى عارمة في اختلاف المعايير والنظم، وتعدد اللغات، وبوادر الصراع الاجتماعي؛ لذلك على الدولة أن توحد التعليم، ولا مانع من دفع الميسورين لتكاليف دراسة أبنائهم، لكن يجب أن يقعدوا مع أبناء الفقراء على نفس المقاعد، ويلبسوا معهم نفس الزي، ويتلقوا نفس الدروس...
(*) مثقف وأكاديمي موريتاني قدير ومدير بيت الشعر في نواكشوط