محمد المحبوبي (*)
(تدوينة)
حين نرسم حدود الاجتماع خارج الدوائر التقليدية المفتوحة نسمعهم يقولون "فلان غامض"..!
هكذا تفسيرهم للإبهام وانعدام الإبانة في الحياة.
والغموض ليس إلا صفة ثابتة تلحق بمن لا يستجيد الأسئلة عن تفاصيل الحياة الشخصية، ويتغافل عن الاستعلامات حول الآخرين إذا كانت موغلة في الحميمية والضرر.
الغموض سلوك لا يحده الزمان ويتفصى من المكان، خلافا لما يترسخ من بعض الصور النمطية لدى كثير من خلق الله!
والغموض في ملتي ترك ما لا يعنيك، وصون اللسان والأسرار والنزوعات والتصرفات في حدود الدوائر المعنية.
الغامضون يتجنبون الخوض العمومي في كل شاردة وواردة، ويجافون الإكثار من الفخر والعجب والكبر وسائر أمراض الضوء المعاصر.
الغموض أن تعيش حياتك الخاصة بذوقك الذي تستطيب، بعيدا عن تأثيرات المشترك العام وتقاليد الأتعاب المعنوية.
أما الإبانة؛ فلن يفقهها عنك إلا من يستحق..!
يلمحها المعنيون بك جدا.. ويدركها من تسافر معهم، من تساكنهم، من تزاملهم دون أذى، ومن تتبادل وإياهم الثقة.
الآخرون - ربما من باب الممازحة - سيصفونك ويصنفونك غامضا، ولن تزول تصوراتهم إلا مع زوال أسبابها الصورية، ومن يعش فسيرى كما يقولون.
خبرة المشتركات من أحوال الدنيا أهم أداة لتغيير الصور النمطية الثابتة..!
____
(*) شاعر وديبلوماسي موريتاني قدير