"مُلاحظاتٌ على حائط شُباط.. (في وداع السالكة بنت اسنيد)

اثنين, 02/17/2020 - 03:04

 

أيا أجملَ المَيِّتاتِ سلاما،
صبِيٌ من الأصدِقاء القُدامى

أتَيتُكِ مِن حُلُمٍ مُشتهىً
وجِئتُكِ بين الغُيوم غماما

معيْ ما تيَسَّرَ مِن غُربَتيْ
وأحمِلُ مِن ذِكرياتيْ ركاما

ألمْ يَكُ بيتُكِ للعابرينَ
ملاذاً، مزاراً، مَحَجاً، مُقاما؟

تصير النساء كما لن تصِرنَ 
إذا كُنَّ شأنَكِ أنتِ تماما

فكلُّ الأغانيْ لأجلكِ قامتْ
وقد تستويْ الأُغنِياتُ قِياما

فأرضُ الخساراتِ هبَّتْ جميعاً
لِنحتِكِ فوق الرمالِ رخاما

مررتِ سريعاً كغيمةِ صَيفٍ،
أليس مُرور الكِرامِ لِماما؟

ولكنْ هطلتِ وأنبَتِّ حقلاً
نُطيِّرُ فيه الحنينَ حَماما

وعُذراً لذاكرة الشّعب، عُذراً
فذاكرة الشعب صارت حُطاما

*****

أُعاهِدُكِ الآنَ باسم الحيارى
وباسم المُحِبِّينَ، واسم النَّدامى

سنقترفُ اليومَ أقلامنا،
لِنكتُبَ عمّا شُعوبٍ يتامى

سنكتُبُ عنّا وعن أُمَّةٍ
أبتْ -رغم تخديرِها- أنْ تناما

سنكتُبُ عن وطنٍ فادِحٍ
يُكرِّسُ فيه الطغاةُ الظلاما

سنكتُبُ عن فِكرةٍ حُرَّةٍ
وعن هامِشٍ لم يزلْ يتنامى

سنَكتُبُ عن لُغةٍ شُوِّهتْ
وعن.. عن وراءٍ يُسمّى أماما

*****

أيا معشر المُتعبين، تعالوا
إليها، وسيلوا هناك هُلاما

لِنَنثُرَ فَوقَ ثراها القُلوبَ
لِتُزهِرَ تلك القُلوبُ خُزامى.

محمد يحيى ولد الحسن