كتبت.. فشجت .. وأشجت عانقت الحرف فتجبرت .. امتزج لديها كبرياء الانوثة بأحلام الابداع ..
إنها الدهماء ريم Eddhma Rim تنقلك من عالم القراءة إلي ملتقي الاحاسيس .. تجعلك تعيش النص بإحساسك دون عناء.
إليك مقطعا من تدوينها "اسامينا":
تطل الكاتبة على الظاهرة الاجتماعية المتمثلة في الأم الوافدة على الوسط الاجتماعي للزوج والتي نقلت الكاتبة إحساسها حين وصفته ب "غربة الانتماء "مع "غربة الاحاسيس" مشكلة بذلك دراما مرحة ، تتصارع فيها الذات( الأنا )مع الأنا العلوي ويشكل أقطاب هذا الصراع أبطال مسرحية هدفها صون البقاء بالحب دون غيره ليتدخل طرف ثالث تتشكل من خلاله ادوات صراع لاتعود إليه احقية الحسم فيه ..ذلك هو الزوج المقيد بحبه للوافدة الجميلة والمكسور بالرغبة في إرضاء ضمير جمعي لايرحم .
في المقطع التالي من تدوينة الكاتبة تتراءى الوافدة -التي هي امي وامك وام أي موريتاني من غير قفص القبيلة - وهي
وهي فعلا تعيش ذلك الصراع القاسي بين غربة الانتماء وغربة الاحاسيس ..رغم الجمال وقوة الشخصية وخلود الحب فإنها تجتر تقبل القفص القبلي لها "ببطء آلة الزمن "
تقول الدهماء ريم
" يدفعني شغف الفضول دومًا للنَّبش في ماضي والدتي مع أنها اجتهدت ليظل مُلكها وحدها، طوت نفسها بمباركتها على فسيفساء من الغُربة بمُقاربات عدة، فلا هي من وسطي الاجتماعي بكل أبعاده (غربة الانتماء)، ولا هيَّ كثيرة الكلام عن أمسها (غربة الأحاسيس)، وإن عَبَّرت فباقتضابٍ مُدْغَم يُجاهد لكي يُفصح،.. هي سيدة صلبة الشخصية، قوية الحضور، سخية، جميلة، ومع ذلك تقبَّلها نسيج مُجتَمعي ببطء تجرُّه آلة الزَّمن، بعد أن تمثَّلت من سُلوكه ما تُمليه صكوك التَّقبُّل من دَفنٍ للذَّات الأصلية"
أما الطرف الثاني الزوج الذي هو أبي وأبوك وغيرنا .. فقد أحل أخاه محل نفسه ليزيح عن نفسه هم الصراع فغدا العم هو بطل الصراع مع الجميلة الوافدة تخليدا للحب وحرصا على طقوس عائلته
"فقال لها بدهاء: لنشرك فلانا في هذه "النّازلة"، وهو عمِّي،.. رجل، سليل عقيدة اجتماعية خام، مَحميّة بالسَّليقة، امتدادها وجْهه للشَّمال الغربي، ولا أظنّ الحِسَّ المدني بتَقبُّل المُختَلِف كان من مُقتنياته الثَّمينة،.. فلان: ما رأيك في أنَّ كذا؟،.. وقبل أن يستوعب الصَّدمة ردَّ بانفعال: وهل جُنَّت الخادِم؟!،.. هزمها شريكها بحليف مُتعصِّب!،.."
تسرح الدهماء ريم بهذه القصة في مختلف العلاقات المجتمعية ضمن أضيق بنية وأوسعها في نفس الوقت !دراما عجيبة داخل قفص حب تحيط بها عقارب الطقوس ! طقوس يهرب منها الزوج داخل قفص الحب ويبقي للعم خيار الغوص اختيارا في وحل الهزيمة التي هو بها راض !
لكن رضاه ينكسر داخل المنظومة الفكرية للدهماء ريم التي اختارت "والحياة اختيار "ان تعتقل الطقوس بحبال الحب فكان لها ما ارادت.