ارحيل مارس: تقول العجائز عندنا إنه حي من أحياء الجن في حالة ترحال، وتسمع أصواته في ليالي شهر مارس خاصة، وهو في الحقيقة أصوات طيور أوروبية مهاجرة اتجهت للقارة الافريقية في فصل الشتاء، وتعود في شهر مارس لأوكارها في شمال الكرة الأرضية، وطيرانها في الليل.
وقد وردت إشارة لرحيل مارس في قطعة جميلة للشاعر الكبير بوفمين المجلسي:
غشيت بترقي منزلا للأوانس ۞ أثار بقلبي ماردات الوساوس
عهدت به من آل مروان غزلة ۞ حَسان التثني من حِسان الأوانس
فهن اللواتي لم يقدن وطالما ۞ ملكن عنان الراهب المتقاعس
وتختال سلمى بينهن كأنها ۞ عقيلة در من ذخائر فارس
فيا لابسا ثوب البهاء وجاعلا ۞ عليه ثيابا من حسان الملابس
بعثت إلى نفسي جنونا فصادفت ۞ زمان عتو الجن في شهر مارس
من جانب آخر:
في صحرائنا هذه نادرا ما ينزل المطر في شهر مارس؛ لذلك يطلقون "المارسية" على المطر ينزل في ذلك الشهر. وقد وقع ذلك في مارس 1885 أثناء صلح وقع بين إمارة الترارزة وإمارة آدرار، وذلك في عهد الاميرين اعلي ولد محمد لحبيب وأحمد ولد امحمد.