موريتانيا تودع شيخ أشهر مدرسة قرآنية في موريتانيا

أربعاء, 03/11/2020 - 16:19

نواكشوط - السراج:

 

انتهت قبل قليل الصلاة على العالم الكبير الشيخ يحيي ولد الشيخ سيدي المختار ولد الشيخ سيديا شيخ محظرة أهل داداه إحدي أشهر المحاظر القرآنية في منطقة بوتلميت وفي البلاد بشكل عام 

آلاف الموريتانيين حضروا الصلاة على الراحل وانتظروا من شروق الشمس حتي الساعة العاشرة حيث حضرت الجنارة من المستشفي العسكري وتمت الصلاة عليها فأمّ المصلين خليفة الشيخ يحيي فى محظرة وصهره الشيخ سيديا ولد عبد الرحمن (الحكومة ) بحضور الوزير الأول اسماعيل ولد بده وعدد من الوزراء من بينهم وزير النقل ووزير العدل وكذلك القائد المساعد لأركان الدرك الوطني وإمام الجامع الكبير أحمدو ولد لمرابط وعدد كبير من العلماء والأطر وطلاب الشيخ وجمع كبير من المواطنين

 

شوارع مسجد ابن عباس وساحته امتلات بالسيارات حيث حضرت فرقة من شرطة مكافحة الشغب بقيادة أحد المفوضين لتشرف على فتح الطرق بسبب الازدحام الكبير , كما اكتظت ساحة المسجد بالمصلين من كل الفئات والأعمار والجهات

 

وقد غادر الجثمان على متن سيارة إسعاف متوجها إلى بوتمليت حيث ستتم الصلاة عليه لينقل بعد ذلك إلى مدفن (تندوجه) حيث مرقد علامة العصر الشيخ عبد الله ولد داداه شيخ العلامة الراحل وحيث جمع من أهل الفضل في المقبرة الشهيرة

الشيخ يحي ولد اباه (الاشياخ ) كما يطلق عليه طلابه ومريدوه أو يحي ولد سيدي المختار كما يكتب لنفسه ولد فى سنة  1936 للشيخ المعروف سيدي المختار (اباه) ولأمه مريم منت عبدو ولد الرباني حيث تلقي تعليمه  المحظري ثم كتب الفقه واللغة والأدب .

عاش الشيخ يحيي أغلب عمره مع العلامة الشيخ عبد الله ولد داداه حيث كان أشهر طلابه وأكثرهم ورعا وعلما وزهدا قبل أن يتولي التدريس في المحظرة وخلافة الشيخ عبد الله بعد رحيله حيث شهد له عبد الله ولد داداه قائلا ( ال نعرف كامل كَرّيتُ للشيخ يحيي) .

كان الشيخ يحي مضرب المثل فى صعوبة الحصول على السند (الإجازة ) في مقرإ الإمام نافع بسبب حرصه على الإتقان وعدم العجلة فى أمر السند , ومع ذلك فإن المئات وربما الآلاف من الطلاب أخذو السند على يده ودرسوا كتبا علمية كثيرة وهي الكتب المقررة فى أغلب المحاظر الموريتانية.

كما يشهد له كل من يعرفه بالقدرة الفائقة على الصبر وكتم الغيظ والتجاوز عن زلات كثيرين 

عاش الشيخ يحيي بعيدا عن المدينة فرفض القرب من طريق الأمل وظل فى بئر الواسطة ثم انتقل إلى تيدملين وبقي فيها حتي رحل حيث لا تزال محظرته إلى اليوم .

كما رفض الشيخ يحيي  الكثير من وسائل الحياة مثل البئر الارتوازية التي ظل يرفضها قبل أن يتنازل عنها للخليفة العام لأهل الشيخ سيديا أخيه الأكبر ابراهيم ولد اباه , كما ظل يرفض مساكن الاسمنت ويقيم فى خيمته حتى رحل .

برحيل الشيخ يحيي فقدت مدينة بوتلميت ومنطقتها كلها وموريتانيا علامة ورعا وشيخا جليلا ووجها وقورا وشيخا بعيدا من الأضواء زاهدا فى الدنيا مقبلا على شأنه وشأنه طلابه مقيما لأركان الدين حيث يقيم وأين يرحل

رحم الله العلامة الشيخ يحيي ولد اباه وأسكنه فسيح جنانه وخالصالعزاء لأسرته وطلابه.