تشكيلات ... / شعر: المختار السالم

جمعة, 01/17/2020 - 12:08
لوحة لسليمان منصور للفنان التشكيلي والنحات الفلسطيني

لوحة لسليمان منصور للفنان التشكيلي والنحات الفلسطيني

 

شعر: المختار السالم

 

(1)

 

المرأةُ التي أعْشقُها

وأستبيحُ ظِلَّها وكُحْلَها

وعطرها وثغرها وشعرها وخصْرها

 ونطقها ورتقَها وفتقها

وساقها الملتفَّةَ حوْلَ ساقيّ واعظةً أشْواقها..

هي التي أقولُ للحكومةِ إنّهَا مثلَ الحوْزةِ الترابيةِ

معشبةٌ ورابيهْ

وإنَّ سُرَّتها راهبهْ

ولاهبهْ

وإنَّ أظافرها وجفُونها متشابههْ

وإنَّ أجملَ اللغاتِ عندما تنطقُها في المهمههْ

المرأة؛ الأنثى،

هي النخلةُ الزائفةُ الحُزْنِ

تدْخلني إلى وريدها الممزَّقِ

وإلى الدفْءِ الذبيْحِ بي

 وإلى البابِ المرقَّعِ بالمرايا والريْحِ الثـَّيّـِبِ الأشيبِ.

أيتها المرأةُ البينةُ والمتشابههْ

لا تسمعي شاعراً في قولِهِ جملاً

وخذي التاجرَ النابغة أيتها "النابِهَهْ"

فإن النَّومَ الكثيرَ يُفسدُ الأحلامَ

والأحلامُ تخيطُ النومَ

يا لغزالٍ حِنْطيّ البشرةِ

يركضُ بين المفرداتِ

يُفعْلِلُ أسماءَنا

ويفزعُ ماءناَ

ويخلطُ بين الفعلِ في جُذورنا وأغْصَاننا

قالَ "المسخُ"، الوترُ؛ الديباجُ، الصمتُ

ما هي الموسيقى..!

ولماذا نرقصُ في الكأسِ والودعِ

ونُذبحُ في شهوتينِ للشمعِ والورعِ؟

 

(2)

قالَ الرجلُ النَّخُّالُ:

"الموسيقى هي إعادةُ ترتيبِ النَّـبْضِ

ثمَّ انتظرَ بلادًا في الغيْبِ

وركبةَ امْرأَةٍ صلَّتِ العشاءَ..

ولما يفتح المشربَ النخَّالُ

والمصرفُ النحًّالُ

كسكون الكتابِ..

يرنُّ بِبابهِ الخلْخالُ

وكأنما ألقى إليهِ رصيدَهُ الدجَّالُ

تحْزِنُني الأخطاءُ الصحيحةُ

الجَمالُ طائرٌ

والقُبحُ أيضًا طائرٌ

ولكنْ حين ينزلُ

الرجلُ الخيّاط

الذي تنسلُّ من أنامِلِهِ الأنماط

الذي رجلهُ معدنٌ وحذاؤهُ المطاط

حيث الرجلُ لا يعرفُ المرأة المتشابههْ

تلك، التي تحت الغطاء،

من أجلها أنعْنِعُ الليلَ

حتى تشبع من فاكهة الانطفاء.

 

(3)

الدندنةُ الظامئةُ في الخَصْرِ النَّحيْلِ

والبرية والمشاعات الملغّزةُ في دليلِ العويلِ

والسلامُ الذي يجبرُ شطيرةَ قبري

يجعلني داعية حرْبٍ

و"أفعى بنْتِ الصُّطيْلي"..

إنني لا أشمُّ رائحةَ الزيتونِ في أيِّ طائر

ولم يبْق الريش إلا على الغراب والْحِدَأَة..

ولم يبق من ظفْرٍ لدابةٍ في الأرْضِ

إلا للعقربِ والفأر والكلْبِ العقُورِ

لا ترتَبـِكْ..

فالرعشةُ لن تُعْشِبَكْ!

إذا ما السفورُ عرى كَوْكَبَكْ

لينقذَ المسيحَ ويَصْلُبَكْ

لأنَّ جميعَ حروف الأبجديةِ

لا تستطيعُ أنْ تَكْتُبَكْ.

 

(4)

الماءُ وحدهُ لا يسقى رجلاً عاقـلاً

وإنّي متفائلٌ جداًّ

فالمطرُ يتوزعُ حتى ينزلَ

ولكنني أريدُ

أو لا أريدُ..!

....

فأنا يا حنظلهْ

أخَزِّنُ رسْمَ السنبلهْ

فدمُ الرجالِ بيِّنةٌ

ودمْعهمْ مشْكِلهْ

عرفنا الدربَ من دونِ الخطىَ..

أنا العربيُّ الأخيرُ

ومن بعْدي لا رائحةَ للبخورِ

ولا خيرَ في القمةِ والنسورِ والصقورِ

سواءً كانتْ في الظلِّ أو الحرورِ.

 

(5)

التائيةُ غيبتِ الجرحَ وهلَّتِ

والشُّهداءُ المذبوحونَ

أهلُ العُصمةِ والمُعْتصمةِ

والآن لا صوْتَ إلا صوت الواشمةِ..

ولا ملحَ في وعاءِ الدمِ

ولا تاء لمنْ صاحت وأنَّتِ.