عنوان يثير الأستغراب استحضرته من سجل ذكرياتي مع الشاعر الرمز أحمد ولد عبد القادر شفاه الله …
ببساطة حملت معي ذات يوم نسخة صادرة من جريدة الشعب اجريت فيها مقابلة مع الشاعر احمد حول قصيدة” السفين” التي ألقاها في مدرج جامعة نواكشوط قبل أن تكون عصرية.
وكانت المقابلة مسجلة في شريط ، سهرت ليلة كاملة على تفريغه وسلمته لرئيس التحرير آنذاك أحمد ولد المصطفى أطال الله عمره الذي طلب مني ان نضع توقيعي في أسفل المقابلة.
ألتقيت أحمد صباحا قرب عمارة ” آفاركو” الشاهقة في سيارته وسلمته الجريدة فالقى نظرة على المقابلة وقال لي ممازحا بعد قراءتها أنتم أهل” بومديد أوفياء” ، لم تترك شاردة ولا واردة في المقابلة إلا وجئت بها …ثم ابتسم وقال لي بعد ان أدكر قليلا … لي نصيحة اسديها لك …فسكت قلت له ما هي نصيحتكم استاذنا؟ …قال لي تعرف أن رجال أمن ولد هيداله يقومون بحملات اعتقال واسعة وانت أجريت هذه المقابلة السياسية معي وسيقتادونك إلى السجن… فنصيحتي أن لا يفارقك من لآن مصحف… وسجاد..
فبحق كانت قصيدة “السفين” كما تصورها الشاعر قنبلة سياسية زرعت في خاصرة نظام ولد هيداله، حيث بدأ عند نشرها في جريدة الشعب حوار على صفحاتها أقام الدنيا ولم يقعدها حتى سقط النظام وفتحت السجون وتنفس الجميع الصعداء…
المصدر: الهدهد