(تدوينة)
تعرف شبكة الانترنيت منذ بعض الوقت جدلا واسعا حول الشاعر الفرنسي الشهير فيكتور هيغو هل كان مسلما مات على إسلامه، وهل كان يكتم إسلامه، وهل تم التحفظ على ذلك لأغراص معينة؟ أم كان كل هذا ادعاءً؟ ويكاد القارئ يخرج من ذلك الجدل والنقاش دون نتيجة. فالبعض ينفي ذلك نفيا ويراه دعوى بلا بينة، بينما يدعي البعض أنه مات مسلما بدليل مدحه الجزيل الجميل للرسول محمد صلى الله عليه وسلم ضمن ملحمته الطويلة "أسطورة القرون"، التي كتبها سنة 1858 والتي خصص منها لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فصلا طويلا تحت عنوان "العام الهجري التاسع". فيرى أصحاب دعوى كونه مسلما أن ذلك التفاني في مدحه صلى الله عليه وسلم وإظهار كمال وصفه وعظيم مقامه لا يصدر إلا عن قلب مطمئن بالإسلام مؤمن بعقيدته.
وعموما فقراءة ما كتب في الشبكة تجعل القارئ عاجزا عن ترجيح رأي على رأي وتغليب قول على قول، ويبقى ما كتبه هيغو في ذلك الفصل من ثناء عطر وصور جميلة يختلف تمامًا عن الصور النمطية التي يمكننا قراءتها اليوم في العالم الأوروبي.
ومما يذكر أن الشاعر هيغو ولد يوم الجمعة ومرض مرض موته الجمعة ومات يوم الجمعة، وإن كان هذا من باب الصدف التي لا تثبت إسلامه ولا تنفيه؛ إذ لا علاقة لتواتر يوم معين في مسيرة الإنسان بعقيدته.