ولد باها وحمن يوسف ينشدان في الذكرى الخامسة لافتتاح بيت الشعر - نواكشوط

خميس, 09/03/2020 - 21:47

 

تزمنا مع الذكرى الخامسة لافتتاحه، نظم "بيت الشعر – نواكشوط" مساء اليوم (الخميس) أمسية شعرية أحياها الشاعران: أحمدو باها وحمن يوسف، وقدم لها الشاعر محفوظ ولد الفتى، وذلك وسط حضور التزم فيه بتوصيات الإجراءات الضرورية إزاء الظروف الراهنة.

وفي كلمة بالمناسبة، عبر الشاعر محفوظ الفتى، الذي يمثل جيل التأسيس في الأدب الموريتاني المعاصر عن تقدير الشعراء الموريتانيين لمبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بافتتاح بيوت الشعر في الوطن العربي، مؤكدا أهمية الدور الريادي الذي يقوم بيت الشعر - نواكشوط في سبيل دعم الشعراء وتثمين الإبداع، مشيرا إلى أن البيت تحول إلى مثابة يلتقي فيها المبدعون ويتبادلون التجارب الشعرية.

وأثنى ولد الفتى باسم الشعراء الموريتانيين على أداء المسؤولين في إدارة بيت الشعر – نواكشوط، وعلى حسن تسييرها للبرنامج الثقافي.

 بعد ذلك استمع الحضور إلى الشاعر أحمدو باها، المكلف بمهمة بالإدارة العامة للوكالة الموريتانية الرسمية للأنباء، وهو كاتب وإداري تقلد مناصب عديدة، وله مشاركة فاعلة في الساحتين الأدبية والإعلامية، حيث قرأ ثلاث قصائد من ديوانه "تراتيل النخيل"، بدأها بقصيدته "مرفأ الوصل" التي يقول في مطلعها:

دموعي قطر من فؤاد مفارق

لربع خلا في آفلات الحدائق

تجلدت كي أخفي شواهد صبوتي

فباحت بقول الحق جهرا حقائقي

أيكفيك يا "أوجفتُ" ماء لعبرة

تفيض على الخدين من قلب عاشق

إلى أن يقول:

أيكفيك منا اليوم عطف لواقف

على مرفأ للوصل صاف وصادق.

كما أنشد قصيدته "ربوع ودموع" التي يقول في مطلعها:

أيا قلب هل للربع بالعين عارف

بواد سقته الرادمات العواصف

صرائم رمل الربع لاحت كأنها

ثقال بها البرق اليماني خاطف

تأمل مرايا السيل يوم انقطاعه

بقايا زلال راق والصبحُ كاشف

إلى أن يقول:

دعاني لذاك الربع سالف عهده

ودمعي على رسم لنا فيهُ ذارف.

ولد باها أنشد أيضا قصيدته "عد لماضيك" التي يقول في مطلعها:

قف بذات النخيل بين الهضاب

واسكب الدمع وانع دهر الشبابِ

سل ربى السهل عن ليالي صبانا

هل توارت وراء ستر الحجاب

غاب طعم الزمان لما تناءت

خلف ستر الحجاب تلك الروابي

إلى أن يقول:

عد لماضيك حيث وحي الصحاري

تحت مزن تحدرت من ضباب.

بدوره، قدم الشاعر حمن يوسف، وهو أيضا كاتب مسرحي، وجامعي متخصص في الحضارة والإعلام، ويعمل صحفيا لدى قناة "الساحل" الفضائية تجربتَه الشعرية إلى الجمهور من خلال ثلاث قصائد من ديوانه، هي "رقصة سما"، و"بوح من دم أورفيوس"، و"ترنيمة روحانية".

يقول في مطلع قصيدته "رقصة سما":

  خفقة الروح ...في ارتعاش التكايا

تعتري الليل... من ...عيونك ...نايا

ترتدي.. رقصة الدراويش... مولى

 للمداءات .... حولها .... والمرايا

فدعي الخصر .. في جموح التماهي

يتمادى...  تصوفا.. للخطايا

إلى أن يقول:

قد رقصنا.. تقدسا... وابتهالا

ونثرنا دموعنا كالشظايا

وتجلى قميص يوسف فينا

يسرق الوعي من شغاف الصبايا

ويقول في مطلع قصيدته "بوح من دم أورفيوس":

شيء.. تناثر من إيماضة.. اللهب

ينتابه الدمع... موشوما بحزن نبي

يروي التمزق... في الأشياء من قلق

ندبا تؤرشفه .......سيزيفة الحقب

تعويذة الوخز ...في القيثارة اعتكفت

والناي يزفر في سردية العتب

والسهروردي استباح الموت.. في دمه

فارتابت التكية الهوجاء ...في الحجب

إلى أن يقول:

لن تطمأن الليالي.. للبكاء ولن

تأوي.. جياع الهوى أرجوحة السحب

كما أنشد قصيدته "ترنيمة روحانية"، التي يقول في مطلعها:

رفت من الروح في الأسحار أدعية

تراود العفو.. واستغفارها لغة

به تحاجج أجساد الذنوب مدى

كي تمحق اليأس ...آمال معتقة

وتنتمي لجذور الضوء أضلعها

وتغسل الرمل... غيمات مقدسة

يجوس من دمعها المسجور دفء أب

أبوابه... لجياع العطف أرغفة

هنالك الماء.. منساب بمغفرة

فاليابسون ...من الأخطاء.. قد نبتوا.