نُقُوشِي عَلَى خَدَّيْ رَحِيلِكِ فِي المَسْرَى
حُروفُ مَتاهاتِ الأُفُولِ إذَا اسْتَشْرَى
وَشُرْفَةُ أحْلَامِي تَوَلُّهُ مُرْعَوٍ
تَقُدُّ قَمِيصَ الأمْسِ قُبْلَتُه اليُسْرَى
جِنَانُكِ -ذَاتَ الشّمْلِ- كانَتْ مَجَابَةً
يَتِيهُ بِهَا الغَاوُونَ فِي الشُّرْفَةِ الأَخْرَى
وكُنتُ عَلَى نَوْءِ المَسَاءِ مُبَعثَرًا..
وكلُّ فَمٍ فِي التِّيهِ يَحْسَبُنِي قَطْرا
تَعَرَّى ذُهُولِي كالنُّقُوشِ..وسَامَرَتْ
كواكِبُ أحْلَامِي مَجَرَّتَكِ السَّكْرَى
حَرَامٌ عَلَى زَهْوِ البَخُورِ بِمِِعْطَفٍ
يُزَمِّلُ حُلْمِي أَنْ تُضَاجِعَهُ الذِّكْرَى
وَلَكِنّ عُرْيَ القَلْبِ فِي سَكْرَةِ الهَوَى
أَبَاحَ لأعْطَافِ الْمَجَرَّةِ أَنْ تَعْرَى
جُرُوحِي تَوَارَتْ خَلْفٍ نَايٍ وسَكْرَةٍ
يَدُورَانِ -مِثْلَ الْقَلْبِ- فِي فَلَكِ المَجْرَى
أُهَدْهِدُ طِفْلَ الرُّوحِ فِي مَهْدِ حُلْمِهِ
وَأَعْصِرُ مِنْ كَرْمِ المَجَازِ لَهُ خَمْرا
لِأَحْمِلَ لِلتِّيهِ المُسَافِرِ فِي دَمِي
طِرِيقًا مِنَ الْمَنْفَى أَقَمْتُ بِهَا عُمْرا..
فَسُبْحَانَ مَنْ أَسْرَى بِعَرْشِ صَبَابَتِي..
وَعَرَّفَهُ عِطْرًا وَنَكَّرَهُ شِعْرا
لِأَخْصِفَ مَا أَزْرَى بِآخِرِ بَسْمَةٍ
عَلَى شَفَةِ الْإِمْعَانِ مِنْ وِرَقِ الْإِسْرْا
شَيْخُنَا عُمَر