إصدار، باللغة الفرنسية، للكاتب، العقيد المتقاعد، محمد الأمين الطالب جدو، يحكي قصة أمير إفريقي، تبدأ من مرتفعات إفريقيا الإستوائية، وتنتهي عند ظهر آدرار.
تعرض الأمير للاستعباد، ثم عتق، ليتزوج بعد ذلك أميرة عربية ستنجب له ابنته ماريتو، التي نالت هي الأخرى حظها من العبودية، وأنجبت ابنا، هو ازرام، الذي عاش هو الآخر عبدا، لكن لوالده، وظل كذلك إلى وقت قصير قبل وفاة الوالد.
تتناول القصة بأسلوب ممتع، وأحداث درامية، وآسرة في الوقت ذاته، رحلة ازرام، الذي خاض تجربة حياة مريرة، ذاق فيها طعم الظلم الاجتماعي، بكل أصنافه، لكنه لم يستسلم لذلك الواقع، بل ظل يقاومه.
وفضلا عن الأسلوب الشيق والسرد الممتع، تتميز الرواية ببعدها الاجتماعي، حيث تتطرق لظواهر بشعة تمثل جانبا من حياة المجتمع، بما فيها من طبقية، وشعوذة وخرافات.
وقد أبان الكاتب في هذه الرواية عن مستوى عميق، من إدراك ثقافة المجتمع، وأظهر معرفة واسعة ببيئته ومحيطه، عمقتها تجربته الطويلة في الجيش، وتنقله خلالها في مختلف مناطق البلاد.
فقد التحق الكاتب بالجيش في عام 1976، قبل أن يتقاعد عام 2014 بعد مسيرة حافلة بالعطاء، دامت نحو أربعين سنة، ترقى خلالها في المراتب العسكرية وتولى مراكز قيادية عديدة، أظهر فيها قدرة كبيرة على القيادة، وحرصا دائما على خدمة وطنه، الذي اختار من أجل خدمته الانتماء للمؤسسة العسكرية، مؤسسته التي ظل وفيا لها، حتى بعد تقاعده من الخدمة بالجيش، وقد أكسبه ذلك احترام وتقدير كل من زاملوه وكل من ارتبطوا به في مسيرته المهنية.
جاب الكاتب خلال عمله بالجيش مناطق البلاد، مما أكسبه معرفة بعادات وتقاليد السكان، ووجهه للاهتمام ببعض الظواهر الاجتماعية، ومنها العبودية، التي يرى أنها لسيت قدرا، وإنما ظلما اجتماعيا، يزول بزوال أسبابه.
وتجسد الشخصية الرئيسية، في قصة ازرام أو ملحمة آل مريبا هذه الرؤية، حيث لم يستكن ازرام للواقع الذي فرض عليه، ولم يرض أن يكون ضحية لظلم المجتمع، بل خاض رحلة تحرر طويلة وقاسية، تروي تفاصيلها بتشويق قصة الكاتب محمد الأمين الطالب جدو، التي تغرى باكتشاف عوالم تمتزج فيها بساطة الحياة بتعقيدات واقع المجتمع.