إعلان

بيت شعر نواكشوط ينظم سمرا ثقافيا حول "رمضان في الثقافة الشعبية"

جمعة, 05/07/2021 - 02:23

بحضور جمهور كبير من المثقفين والشباب، نظم "بيت الشعر - نواكشوط" مساء أمس الخميس بعد  صلاة التراويح، سمرا رمضانيًا بقاعة الأنشطة في البيت، تحت عنوان: "رمضان في الثقافة الشعبية"، وهو السمر الثقافي الذي شارك فيه ثلاثة أدباء من الأساتذة الباحثين هم: محمد ولد الميداح، الملقب "دمبه"، ومحمد الأمين ولد لكويري، والنبهاني ولد أمغر.
بداية استمع الحضور إلى العرض الأول الذي قدمه الأستاذ محمد ولد الميداح، والذي تطرق فيه لخصوصيات المجتمع الموريتاني في هذا الشهر الفضيل من خلال بعض العادات والتقاليد التي اتبعها الموريتانيون القدماء في شهر رمضان احتفاء وعبادة وأنماط عيش وتقاليد؛ مثل حرصهم على حلاقة شعر الرأس في رمضان، أو ما يعرف محليا ب"زغبة رمضان"، وتعاملهم اللافت مع موضوع "تصفيد الجن" في رمضان.
وتحدث ولد الميداح عن الظروف الصعبة التي كان يصوم فيها الموريتانيون جراء حرارة المناخ وندرة المواد الغذائية، وما صاحب ذلك من توكل وتحمل لصيام الشهر المبارك، ملمحا إلى التغير الكبير الذي شهدته المائدة الموريتانية مع نزوح السكان إلى المدن وانتشار التقري.
أما العرض الثاني، الذي قدمه الأستاذ محمد الأمين ولد لكويري، فقد ركز على ملاحظة غياب الاحتفاء برمضان في الشعر الشعبي الموريتاني القديم برغم تدين المجتمع الشنقيطي وحرصه الشديد على صيام رمضان وقيامه والاستزادة من العبادات وأعمال البر فيه.
وقال إن رمضان لم يكن موضوع احتفاء في الشعر الشعبي الموريتاني القديم عكس الثقافة العالمة، مشيرا إلى أن بداية التغيير في هذا المجال كانت من خلال تواصل الشعراء مع بعض البرامج الإذاعية المخصصة لشهر رمضان الكريم.
أما العرض الثالث، والذي قدمه الأستاذ النبهاني ولد أمغر، فقد تطرق إلى العديد من المشاهد الرمضانية في موريتانيا قديما وحديثا، فاستعرض طرق صيام الموريتانيين والألعاب الذهنية التي يمارسونها خلال رمضان، وأيضا ظاهرة إحياء ليالي رمضان بالمدائح النبوية التي تغنى على إيقاع الطبل.
وتحدث ولد أمغر عن ظاهرة تعظيم الموريتانيين ليوم السابع عشر من رمضان، ذكرى غزوة بدر، منوها إلى ما أولاه الموريتانيون لهذه الغزوة من أهمية في ملاحهم الشعبية، التي تكاد لا تقتصر في موضوع الغزوات على بدر.
وأوضح أن الملاحم الشعبية، المعروفة ب"لكرز"، التي أبدعها كبار الشعراء الموريتانيين في غزوة بدر، كانت أشعارا وصفية لمجريات المعركة وعظمة الفروسية.
ولد أمغر تحدث عن مقتطفات عن "السجل الشعري" الحديث الذي دونه العلماء والفقهاء الموريتانيون عن شهر الصيام من خلال "المدرسة الرمضانية" التي تبثها وسائل الإعلام الرسمية، مذكرا في هذا الإطار بما يعرف ب"سجال الجراديات".
وفي معرض حديثه عن موائد رمضان، وبعد التذكير بفقر المائدة الرمضانية الموريتانية القديمة، أورد ولد أمغر أحدث مساجلات الشعراء الشعبيين الموريتانيين عن موائد رمضان، ومن ذلك "الحوار الشعري" الذي قيل في المفاخرة بين شربة "سوب" و"شربة "الحساء".
هذا، وقدم الأساتذة المحاضرون تهانئهم الحارة لإدارة بيت شعر نواكشوط على المجهود الكبير الذي يقوم به البيت لإثرائهم الساحة الثقافية الموريتانية.
يشار إلى أن "بيت الشعر - نواكشوط" كان قد نظم الأسبوع قبل الماضي سمره الرمضانيَّ الأول تحت عنوان: "رمضان في الثقافة العالمة"، والذي حاضر فيه كل من: الأستاذ محمد فال عبد اللطيف، والأستاذ لمرابط دياه.