قطرات
في وداع شقيق الروح و الدم
الصديق و الرفيق و الأخ و الخال،
الحاج ولد الشيخ عبد القادر،
رحمه الله و غفر له..
كأن الدهرَ أوعزَ أن يُصيبا
و يُودعَ في جوانحنا اللهيبا
أَيُخلفُنا اللقاءُ صدًى وشوقا
و أوهاما تُذوِّبُنا نحيبا
أ كنا للحياةِ حجارَ نردٍ؟
تُخاتلنا لتسرقنا الحبيبا
أ كان لقاؤنا من قبلُ حُلما؟
أكان مسارُنا فيها دبيبا؟
مَشيناها نهشُ إلى المعالي
و يَقدمنا فتى الفتيانِ طِيبا
يوزِّعُ بابتسامتهِ فصولا
من المعروفِ يصعبُ أن تغيبا
و يأمرنا بأمر الله صُبحا
و يَنصحنا ، يُذَكِّرُنا الرقيبا
أ حاجَ البشرِ هل غابت عيونٌ
تُرينا الفضلَ و الأملَ القريبا؟
أ حاجَ الجودِ أين أكُفُّ نُعمَى
تُوزعُ في بشاشتها المَهيبا؟
و أين حكايةُ الآدابِ تترَى
نحلِّقُ حولها فِرقا و شيبا؟
——-
نعاك الناسُ لو عرفوك حقا
لكانوا في المُمارضةِ الطبيبا
و هل يُجدي البكاءُ لفقدِ خلٍّ
رآهُ الدهرُ مُبتسَمًا عجيبا
و هل تُجدي عيونُ الشعرِ شيئا
و كان الخلُّ مالكها الأديبا
بني الجدِّ الكرامِ عزاءُ نجلٍ
براهُ النعيُ فانتظرَ المُجيبا
يُحاولُ أن يَعضَّ على القوافي
و قد ذابت يُقاطرُها صبيبا
أنا خلُّ الفقيدِ أنا رفيقٌ
سيَسألُ جنةً و ينُثُّ طيبا
سقاك الله في زُمرٍ و جمعٍ
من الأخيارِ ، أعرفكَ المُنيبا
و لا زالت ببيت الشيخِ آيٌ
من الأسرارِ تحتضنُ اللبيبا
صلاة الله أُرفقها سلامي
على الهادي أَروضُ بها الصعيبا
إبراهيم محمد أحمد