نظم "بيت الشعر - نواكشوط"، مساء اليوم (الخميس)، جلسة جديدة من سلسلته "تجارب مثمرة" التي يستضيف فيها كبار الشخصيات الثقافية المؤسسة في موريتانيا.
وجرت جلسة اليوم، التي قدمها لها وأدارها أ. د. عبد الله السيد مدير بيت شعر نواكشوط، مع الكاتب والإعلامي محمد عبد الله بليل وهو أحد جيل التأسيس الذين لعبوا دورا هاما في الثقافة والإعلام.
وقدم ولد بليل محطات رئيسية من مسيرته داخل وخارج البلد، مؤكدا أن تكوينه خلال مرحلة التعليم ألأصلي أفاده كثيرا في حياته الفكرية والثقافية، مشددا على أن دراسته المحظرة (العلوم الأصلية) جعلته محصنا في عقيدته كمسلم وفي انتمائه الحضاري كعربي إفريقي.
محمد عبد الله بليل خلال سرده لمسيرته كشف عن نقاط لافتة في حياته.
تمثلت النقطة الأولى، في كون الرجل ظل شديد الحرص على ثوابته الحضارية، فرغم أنه درس الإعلام بالفرنسية إلا أنه أسس أول صحيفة خاصة في البلاد باللغة العربية هي "المرآة" (1982)، والتي كان يكتب فيها خيرة الأقلام الأدبية والثقافية والفكرية وقتها.
وتمثلت النقطة الثانية في كون الرجل لم يسمح للسياسية بأن تشغله عن حقل الأدب والثقافة، فتعاطى الشعر إنتاجا ورواية، وسجل حضوره في مجالس "أزوان" (جلسات الموسيقى الموريتانية الأصيلة)، وعمل على تشجيع الأدباء والفنانين والمثقفين بصفة عامة، مبرهنا أن الثقافة سقف أعلى لكل الأطياف والتجارب الفردية والجماعية.
أما النقطة الثالثة فكانت حول سعيه الدائم إلى ترقية الخطاب الإعلامي وتكوين الإعلاميين المهنيين، موضحا أن الإعلام يجب أن يتحلى دوما بالبعد الأخلاقي ثم المهنية.
ولاحظ ولد بليل أن الإعلاميين المميزين هم أولئك الذين تمتعوا بثقافة عالية أدبا وفكرا.
وتوجه بليل بالشكر الجزيل لبيت شعر نواكشوط ولإدارته على هذه الاستضافة، وقام بالرد على تساؤلات الحضور، قبل أن يقوم أ. د. عبد الله السيد مدير بيت الشعر بإهداء نسخ من دواوين الشعراء الموريتانيين الصادرة هذا العام عن دائرة الثقافة بالشارقة، حيث تقوم الدائرة بإصدارات سنوية لدعم الشعراء العرب والتعريف بإنتاجهم وتجاربهم الشعرية.