الأصبوحة الشعرية الأولى من مهرجان نواكشوط للشعر العربي10: أربعة شعراء من موريتانيا والسنغال 

ثلاثاء, 02/11/2025 - 14:23

 

انطلقت صباح اليوم الثلاثاء 11فبراير 2025 الأصبوحة الأولى من فعّاليّات الدّورة العاشرة لمهرجان "نواكشوط للشّعر العربيّ" المنتظمة بقاعة الأنشطة لبيت الشعر- نواكشوط، والتي عرض من خلالها أربعة شعراء إبداعاتهم الشعريّة، هم: امباركة البراء، ومحمد ولد الطالب، وصالح سيدي محمّد،  وعبد العزيز لو من جمهوريّة السنغال،  وقد أدار الأصبوحة الإعلاميّ اقريني امّينّوه سيدي الذي استهلّ الأصبوحة بلمحة تقديميّة عن حضور الشّعر بذائقة الموريتانيّين وشغفهم في الاستمتاع بالفضاءات الفنّيّة والإبداعيّة واعتبار الشّعر هويّة ثابتة تفصح عن حياتهم القديمة  والحديثة. 
وقد بدأت إلقاءات ضيوف الأصبوحة الشعرية مع د.باتّه البراء وهي شاعرة موريتانية حاصلة على شهادة البحث المعمّق في الأدب الأندلسيّ من جامعة محمّد الخامس بالرباط 1988، شهادة الأستاذيّة في اللّغة العربيّة من المدرسة العليا التّعليم 1983، دكتوراه في الأدب العربيّ الحديث من جامعة محمد الخامس 2004، حصدت الكثير من الرّتب والجوائز وعملت سابقا أستاذة للنقد والأدب بجامعتي الإمام والملك سعود بالعربيّة السّعودية، وعضو في أكثر من لجنة تحكيم علميّة، لها أكثر من سبع إصدارات أبرزها: "مدى حرفين" ، و"أحلام أميرة"  و"مدينتي والوتر" ، و"الشّعر الموريتانيّ الحديث" ، تشتغل حاليا أستاذة للغة العربية بالمدرسة العليا للتّعليم.
تلت من قصيدها عدّة نصوص من ضمنها قصيدة "خطيئة" التي تقول فيها:
كلّ الخطيئة أني لم أكن حجرا 
 وأن همَّ بني دُنْيايَ لي أرقُ
وأن لي في فضاء الحرف مدرعا
أسلو به كلما ناءت بي الطرقُ
ولي حقيبة شعر بت أحملها
فيها من الأرض طعم الأرض والعبقُ
فيها من الطلح أغصان مشاكسة
فيها من النخل أفنانٌ لها عُذُقُ
فيها انكساري وأحلامي وأزمنتي
فيها رؤايَ، لها أهفو، بها أثِق

وقد تلاها ثانيا محمد ولد الطّالب، شاعر ودبلوماسي، عمل سفيرا لموريتانيا في أندنوسيا واليمن، كما شغل منصب مستشار لرئيس الجمهوريّة ، حائز وسام الوصافة بأمير الشّعراء في موسمه الأوّل، له عدّة أعمال منها: «اللّيل والأرصفة»، و«مئذنة البوح»، و«مرايا الفقراء».
وقد تلا عدة نصوص جاءت من بينها قصيدته "زهو المعطفِ "
الذي يقول فيه:
ماذا عرفتِ وما الذي لم تعرف 
يا فتنة الممشى وزهو المعطفِ
عيناك واحاتٌ تحوم بسحرها 
 روح المسا ويرف حبرُ الأحرفِ
الكحلُ يرفل فيهما متوضئًا  
في ماء لحظ ناعس متعسّفِ
ودم المجرة خمرة قد آلفتْ  
سر الأباريق الذي  لم يؤلفِ
ولقد مررت ببابكم متولها 
وشممتُ أنفاس البخور المترف 
إن الصبابة هفوة وشرارة   
فإذا صبوتَ فنارها  لا تنطفي
وتواصلت الإلقاءات الشعريّة  مع عبد العزيز لو ضيف بيت الشعر لهذا العام وهو شاعر سنغاليّ مجيد، ذو شغف عال بالأدب والكتابة، مهتمّ بالمجال الثقافيّ الفصيح حيث اتّسعت جغرافيّة القصيدة الفصحى، حاصل على الباكالوريوس الأدبيّة من جامعة الكويت،  مختصّ في اللّغة والفلسفة، ناشر نشِط بعديد الصّحف والمجلّات العلميّة العربيٍة، شارك في أمير الشّعراء بالموسم التّاسع، صدرت له "آخر تعويذة للأرض" ، حصد عدّة مراتب في مسابقات شعريّة عربيّة.
شارك بعدة قصائد من ضمنها نصّه الموسوم "نُقُوشٌ عَلَى رُخَامِ الْبَحْرِ الْأَسْمَرِ" وجاء فيه:

عَنْ قَرْيَةٍ أَعْشَبَتْ فِي الرُّوحِ،
عَن وَطَنٍ يَنْمُو  بِكُلِّ اخْضِرَارِ الْحب مُحْتَشِدَا
يُحْكى عَنِ الْلَيْلَةِ النَّشْوَى
وَعَنْ قَمَرٍ يَسِيلُ فِي ضِحْكَةِ السُّمَّارِ مُتَّقِدَا
عَنْ نَجْمَةٍ تَتَنَدَّى بِالْحَنِينِ إِذَا
مَا ذِكْرَيَاتُ الصِّبَا هَبَّتْ
وَرَقَّ صَدَى
عَنْ حِكْمَةِ الشَّيْخِ فِي الْمَعْنَى
تَجَذَّرَ فِي أَعْمَاقِهِ شَجَرُ الرُّؤْيَا
سَنًا وَهُدَى
يَمْشِي وَيَبْتَلُّ مِنْ أَنْوَارِ خُطْوَتِهِ
تُرَابُ فَجْرٍ وَسِرٍّ يَشْرَبُ
 الْأَبَدَا
وَفِي الدَّهَالِيزِ
بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ الْمُرْتَابِ
أَدْمَنَ خَمْرَ الْحُبِّ
 وَاتَّحَدَا
يُحْكى عَنِ امْرَأَةٍ أُمٍّ
وَمَا تَعِبَتْ سَكَّابَةَ العُمْرِ مِنْ أَضْلَاعِهَا مَدَدَا

فيما كانت آخر الإلقاءات الشّعريّة مع صالح سيد محمّد حاصل على الباكالوريا،  شارك في العديد من المهرجانات والمسابقات الوطنيّة، فائز أوّل في "مهرجان لعيون للثّقافة والتنمية"، وفائز بقصيدته "قطع الأشجار" في الأنثلوجيا العالميّة حول البيئة والغطاء الطّبيعيّ،وقد ترجمت باللغة الإيطاليّة، 
نشرت له عدّة مقالات وقصص في عدّة مجلّات عربيّة، صدر له هذا العام 2025 عن دائرة الثّقافة بالشّارقة "رَذاذ"،  يزال مواصلا دراسته الجامعيّة عامه الأخير في تخصّص القانون العامّ والسّياسة الشرعيّة، يعمل حاليا مدرّسا للّغة العربيّة.
من نصوصه نص بعنوان "آَنَسْتُ وَجْدًا": 
تَمُرُّ بِي مِنْ هَوَاكِ الآَنَ غَيْمَاتُ
لَهُنَّ فِي مُنْتَهَى قَلْبِي
 سَمَاوَاتُ
فَمِلْتُ لِلْوَصْلِ وَالأَشْوَاقُ بَوصَلَةٌ
بَدَتْ لِقُبْطَانِهَا مِنْهَا 
الإِشَارَاتُ
شَوْقًا إِلَى امْرَأَةٍ فِي بَعْضِ فِتْنَتِهَا
طُفُولَةٌ ، أَيْنَعَتْ فِيهَا 
البِدَايَاتُ
وَمَا تَزَالُ بِطَرْفِ الغُنْجِ قَائِمَةً
تَتْلُو أُنُوثَتَهَا الأُولَى
التَّحِيَّاتُ
أغَازِلُ الحُسْنَ فِي عَيْنَيْكِ أَزْمِنَةً
كَأَنَّ عَيْنَيْكِ لِلْمَشْدُوهِ
 مِرْآَةُ
وبعد ختام الإلقاءات قام سعادة محمّد لعويس رئيس دائرة الثّقافة بحكومة الشارقة، والأستاذ محمد القصير مدير الشّؤون الثّقافيّة بالشّارقة والدّكتور عبد الله السيّد مدير بيت الشعر- نواكشوط بتكريم ضيوف الأصبوحة، كما نُظّم على هامش الأصبوحة حفل توقيع عملين شعريّين من الأعمال الإبداعيّة  الصادرة لهذا العام 2025 عن دائرة الثّقافة بالشّارقة وهما: " شعلة بيضاء" للشاعر سيدي محمد عبد الرزاق، و "رذاذ" للشاعر صالح سيد محمد.

وقد حضر الأصبوحة لفيف واسع متنوّع الخلفيّات والمشارب والأعمار من عشّاق الأدب والجمال ومتذوّقي الشّعر والكتابة والأكاديميّين والدّكاترة الجامعيّين والصّحافة، وقد انتهت الأصبوحة باستراحة قهوة وشاي ببهو بيت الشّعر تخلّلتها لقاءات تعارفيّة وتواصليّة بين الشّعراء وجمهورهم.