اللغة أداة أمن و تحصين!!

اثنين, 05/12/2025 - 02:18

محمد الكوري العربي

 

عندما كان رفاقنا يناضلون، منذ سبعينيات القرن الماضي، بكل استماتة من أجل توحيد الشعب الموريتاني، بكل مكوناته، على اللغة العربية ، بوصفها لغة رسمية و لغة الأكثرية و لغة الدين و لغة التاريخ لكل مكونات شعبنا، و بوصفها عاملا أمنيا فعالا لسد منافذ الانتحال للوطنية ، كان آخرون ، من بين نخبتنا، يناضلون بكل قوة بالاتجاه المعاكس من أجل تسفيه مطلب توحيد الشعب على لغة وطنية،! هذا ما نجني نتائجه التافهة، عندما نرى آلافا من غير الموريتانيين يتظاهرون أمام سفاراتنا مدعين أنهم موريتانيون مضطهدون من قبل أقلية عنصرية! ، بينما لا تملك الدولة، التي تسيرها عقلية نخبة فرنسا التخريبية و الشعوبية العدمية، أي معيار موضوعي لكشف كذب هذه الجموع! و لو لم يبتلنا الله بتلك القوى، من العرب، المتشبثة بلغة فرنسا كشرط للوحدة الوطنية، لكانت اللغة العربية اليوم كافية لتلعب دورا أمنيا وطنيا كاشفا لتزوير و فضح مزاعم اللونيين، و لما تجرأوا على الكذب على العالم بأنهم موريتانيون!

فلقد كان يكفي عقد لقاء عام بحضور الإعلام و طرح أسئلة باللغة العربية ، اللغةالرسمية للبلاد، على أصحاب المزاعم، ليكتشف العالم أنهم لا يدرون شيئا عن لغة الدولة التي يزعمون الانتماء إليها ؛ و بالتالي ينفضح حجم أكاذيب هؤلاء و استغفالهم للعالم مستفيدين من بلادة دولة تصر على تمييع هويتها ، و تفتقد لغة وطنية موحدة لشعبها، بحيث إن كل شخص، ببشرة سوداء في الدول الغربية أو في أي مكان من العالم، يمكنه الزعم بالانتماء لموريتانيا ! إن المسؤولين عما يتهدد وجود البلاد من أخطار الهجرة الأجنبية السرية و من تشويه سمعة موريتانيا دوليا، هم أولئك الذين حرموا البلاد من لغة موحدة لجميع مكوناتها، بحيث يتكلمها و يكتبها بطلاقة الزنجي الموريتاني و الفلاني الموريتاني و العربي الموريتاني... أما أن تعمد دولة و جزء من نخبتها إلى إعفاء مكونات وطنية من تعلم اللغة الرسمية للبلاد ، فهذه جريمة ببعدها الماضي، و بعدها في الحاضر، و بعدها في المستقبل! وحدهم أولئك الذين يمتلكون مشروعا لونيا تفتيتيا كانوا واعين لأهمية التشوش اللغوي و تمييع هوية البلاد الجامعة ... على طريق تفكيك البلاد و تشويه صورتها في الأوساط العالمية.... فكلما أمعن أعداء اللغة العربية ، من النخبة العربية، في إعفاء الزنوج من تعلمها أو العمل بها تحت عنوان حماية " الوحدة الوطنية" ، كلما زاد انكشاف البلاد أمنيا و تفاقمت هشاشة صورتها دوليا و زادت عوامل تفكك وحدتها الوطنية عبر سهولة اختراق منظومتها الديموغرافية بالتجنيس المزور على أساس لون البشرة، في غياب أي معيار علمي لكشف الانتماء المزور ... كلما اقتربنا من النهاية المأساوية !

سيتحدث التاريخ : كانت هناك دولة تسمى موريتانيا و قد تفرق دمها بين العصي... و الخناجر !