إعلان

#أندور_اميهَ قبل نهاية #يوم_الحب

جمعة, 02/14/2020 - 23:56

أحمد ولد إسلم

 

إنها المرة الأولى التي أسافر فيها مع الموريتانية للطيران، كنت أتجنبها مخافة التأخر، نظرا لما أقرأ وأسمع عن مواعيدها، وخلال الأسبوع الماضي كانت مواعيد سفري غير مؤكدة فحجزت على الموريتانية مع أن المغربية تسافر رحلتها بعدها بساعة واحدة، وفي نفسي استعداد للحجز على الرحلة البديلة.

-لا أستطيع أن أصف لكم مدى كرهي لخدمات الخطوط الملكية المغربية، ذلك يحتاج كتابا-.

كان صراخ موظفة المطار الناعق وهي تستحث المسافرين للحاق بالطائرة يوحي بكثير من الازدراء، فالموظفة المغربية لا شك متعودة على الصراخ في وجه الموريتانيين بلا سبب.

كنت متضايقًا جدًا من طريقة ندائها مع أن موعد إغلاق البوابة ما زال دونه نصف ساعة تقريبا، لكنها على ما يبدو لم تكن في مزاج جيد اليوم.

نادت علي من بعيد "نواقشوت" فهززت رأسي، استعجلتني وتلقفت بطاقة الركوب بعصبية مزقت معها ملصق الأمتعة من دون مبالاة حتى نبهتها.

كان الباص فارغا تماما، وخلت أن ساعتي بها خلل ما، لكن خلال دقائق التحق بي ركاب آخرون من بينهم وزير وشخصيات رسمية أخرى ولا شك أن تلك الفتاة صرخت في وجهوهم كما صرخت في وجهي.

مع دخول الطائرة كانت مضيفة متمرسة ترحب بي بحسانية جميلة مع أنها ليست لغتها، ثم جلست على الكرسي المخصص لي وتقبل المسافر الذي جلس فيه عشوائيا قبلي اعتذاري.

انطلقت الطائرة قبل دقيقتين من موعدها المحدد، كان لصوت المضيفة وهي تقرأ دعاء السفر وترحب بالمسافرين وقع خاص، ثم استولت علي الغبطة وأنا أسمع لأول مرة قائد الطائرة وهو يذكر اسمه الموغل في المحلية ويتحدث إلينا بثلاث لغات بلكنة حسانية طاغية.

"كان اسمه السيد العيل"

تناوب شباب في عمر إخوتي الصغار على خدمتنا ببشاشة، وحين جاء دور طلب المشروب وجدتني أقول " اندور اميه" لم أكن بحاجة لاستخدام لغة أخرى، ولطالما كرهت التحدث بغير الحسانية لأي عربي، وكنت في كل رحلاتي مع المغربية أتعمد التحدث بالإنجليزية إمعانًا في إزعاجهم لتعلق مضيفيها باللغة الفرنسية واحتقارهم للمسافرين من نواكشوط وإليها.

كنت سعيدًا وأنا أتحدث إلى المضيف وهو يعتذر لي أن الشاي المقدم ليس "أتاي نحن" هكذا قالها، اسمه الولي، وكان مضيفا لطيفًا جدًا وطلق المحيا.

لم تكن الوجبة المقدمة كبيرة الحجم ولم أكن جائعًا وعادة لا آكل الوجبات الجوية في الرحالات القصيرة، لكن رائحة طعام الموريتانية كانت مختلفة تماما عن رائحة أي طعام في أي خطوط جوية سافرت عليها من قبل وهي كثيرة ومتنوعة.

كانت فيها نكهة #مطعم_الشيخ في #النعمة، حاولت التأنق مثل بقية المسافرين واستخدام الشوكة والسكين، لكني تراجعت عن ذلك، هذا طعام يفقد لذته إن لم تلامسه اليد، أكلت بيدي مغمسا الخبز في المرق ومستلذا بكل قطعة.

مجرد حديث المضيف السيد الولي بالحسانية كان مبعث بهجة غامرة.

اكتشفت أني معارض سهل الإرضاء، لا أبحث إلا عن شيء من "ريحتنا نحن"، القليل كان مبعثا للسعادة حتى " حنيني" التي قالها المضيف ومكث بعدها نصف ساعة لم تزعجني، ولو فعلها غيره ما كان ليسلم مني.

تفاجأ المضيف الآخر ويدعى الزين حين كلمته بالحسانية، قال إنه كان يعتقد أني هندي، - وقصتي مع الهنود قصة طويلة- كان جميل التحادث خدوما وودت لو كان رحلتي معهما أطول مسافة وأكثر وقتا.

شكرا للعقول الموريتانية شكرا للأيدي الموريتانية شكرا للشباب الموريتانيين المصرين على الكدح في السماء.

شكرا للمضيف الولي، شكرا للمضيف الزين.

ولطاقم رحلة الموريتانية رقم ل 6 - 115 المتوجهة مساء #14_فبراير من _#الدار_البيضاء إلى #نواكشوط.

لقد منحتموني شعورًا افتقدته منذ أول وآخر رحلة لي على متن المرحومة #الخطوط_الجوية_الموريتانية كان ذلك في منتصف نوفمبر عام 1997.

قبل أن ينتهي #يوم_الحب #أحبكم