**
رافقت وفدا رفيع المستوى من أهل انيفرار مساء أمس لتأدية واجب العزاء إلى أسرة أهل محمد الكريم الكريمة على إثر انتقال السيد الفاضلة فاطمة بنت محمد الكريم بن محمدن بن سيد الفالل بن محمذن بن باني بن عبدالله بن أعمر بن محمد بداد إلى الرفيق الأعلى فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وقد ضم الوفد كلا من:
رجل الأعمال المثقف عبد الفتاح بن دحمان؛
ورجل الأعمال الهمام عبد الله بن الشيخ؛
والمفتش الموقر عبد الله بن احمادَ؛
والدكتور محمد فال بن محمد محمود بن زياد؛
والأديب المصقع سلامي بن محمدن بن بكي؛
والسيد محمد العاقل بن امين بن داداه؛
وقد وجدنا في استقبالنا سادة شما كراما يتقدمهم الدبلوماسي الخلوق التجاني بن محمد الكريم، والمدير النبيل يسلم بن أبنو عبدم، والخبير الدولي البارز محمذ باب بن أحمد بن امين والدكتور محمد محمود بن الكرار.
قضينا جلسة طايبة مع جماعة من أعيان القطر وفتيان المصر بيض الوجوه، كريمة أحسابهم، شم الأنوف من الطراز الأول.
جمعني طريق العودة مع المفتش والولي الصالح عبدالله بن احمادَ، فدار بيننا حديث ماتع حول بعض أعيان أسرة أهل عبدالله بن أعمر الكريمة، حيث أخبرني المفتش عبدالله أن السيد البيتورة بن امحمد بن عبدالله بن أعمر كان من حكماء أهل إكيد، وكان آية في تعبير الرؤيا وقد قال فيه العلامة محمد فال بن محمذن بن أحمد بن العاقل إنه وقي شح نفسه.
كما روى لي العديد من القصص التي تنم عن علو كعب المعني في الكرم الكعبي والسخاء الحاتمي والمن المعني، من ذلك أن البيتورة أعطى عطاء لشخص فقيل له إنه لايستحق ما أعطاه فقال خطأ العطاء خير من صواب الإمساك.
ومنح السخي البيتورة رجلا ناقة ثم وجد أخا له يسقيها فنهاه عن ذلك لأنه يعتبر منا.
وسمع ابنه أن أحد أقاربه طالبه غريم ببقرة تحتها عجلة وكان ذلك بعد انتشار مرض بومرار الذي أباد البقر، فاستشار والده البيتورة في أن يدفعها عنه فقال له بادر إلى ذلك قبل أن يوسوس لك الشيطان.
قلت للمفتش الصالح عبد الله بن احماد إنني اطلعت مؤخرا على جزء من مخطوط نفيس للعالم ابوبا بن ماهي بن البيتورة حول مناقب لمرابط محمد سالم بن ألما رحمه الله، وقد وجدت فيه أبياتا نادرة لأحد فقهاء أهل انيفرار هو الشيخ الأديب المختار بن ألفَ يمدح بها لمرابط محمدسالم ابن ألما وهي:
أكْرَمَ الله كُلَّ نَدْبٍ أَلَمَّا
بِجِوَارِ الظّرَيفِ نَجْلِ أَلُمَّا
يدرس الْعِلْمَ فِقْهَهُ وَأُصُولاً
وَكلاَمًا وَنَحْوهُ وَالْمُتِمّا
قَدْ نَفَى الظّلْمَ عَنْهُ شبْهُ أَبِيهِ
فَكَفَاهُ فَخْرًا وَرَفْعًا وَضَمَّا
حدثت مفتشنا الصالح عن بعض خصال خلي أبي بكر بن محمد الكريم، قلت له إنه جمع بين الثقافتين الأصلية والمعاصرة وأضاف لهما كلت لحف، وقد التقيت به في الدوحة، وكان دائما يقول لي إن اللقاء لا يستقل قليله وعن اجبار امنين ما يفرص ما يخلك، وكان دائما يحرص على أن نقضي وقتا معا فأستفيد وأستزيد ونِلْتْهَ حت..
ذات حديث مع الفتى أبي بكر عن التصوف قلت له إن كثرة تنقل المريد بين الأشياخ قد يحرمه الوصول، فتبسم وقال لي هذا فاتو أهل انيفرار كالو فيه كلمتهم، قلت له مستفهما اشنبت ذاك، قال لي إن الأمير احبيب بن أحمدسالم رحمه الله دعا لحصرته في آوليك أربع أسر من أشهر الفنانين في ذلك الوقت، وخصص لكل أسرة خيمة مستقلة، وبدأوا الهول في نفس الوقت، وصادف ذلك وجود أحد المدعوين بيظ وذنو حت، فدخل الخيمة الأولى فوجدهم يترنمون بأبيات من مدح العيش في كَرْ، فاستمع لهم قليلا، ثم جال في نفسه أن يذهب إلى الخيمة الموالية، فوجدهم ينشدوا فاغو والحضور في نشوة وطرب، لكنه قرر الذهاب إلى الأسرة الثالثة، فوجد الفنانين يترنمون في ابياظ سنييم فطرب لهولهم لكنه قال في نفسه لن يمنعني هذا الهول الطايب من التعرف على ما يجري في الخيمة الموالية، وخرج من تحت الخالف الساحلية، ودخل عليهم الخيمة فوجدهم يحكو لبتيت في أعظال بيكي، ولم ينشب أن انتهى الهول، فقرر العودة إلى الخيمة الأولى فكان كلما مر في طريقه على خيمة وجد الفنانين يقوضون متاعهم. ففاته الهول فأصبح أهل انيفرار يضربون بحالته المثل لمن يكثر التنقل بين الأشياخ.
يعقوب بن اليدالي