
الشارقة: «الشرق الأوسط»
صدر العدد «108»، أكتوبر «2025»، من مجلة «الشارقة الثقافية»، وقد تضمن مجموعة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح والتراث. وقد تناولت الافتتاحية فضاءات مهرجان المسرحيات القصيرة، الذي يقدّم تجربة جديدة في عالم المسرح، استفادت من تطور جميع أشكال الفنون، خصوصاً القصيدة والقصة القصيرة والرواية والفن التشكيلي، واعتبرت أن هذا الشكل من المسرح ليس بالضرورة أن يكون محصوراً بالمحلية، بل لديه من السمات والأسس ما يجعله عابراً للحدود والقوميات واللغات، ذات أبعاد عالمية وحضارية وإنسانية، نظراً لقدرته على اختزال الزمن، وتوظيف كل الفنون المسرحية بشكل مكثف بما يحقق التفاعل والتواصل.
أما مدير التحرير نواف يونس، فتحدث في مقالته «بيروت... من جديد تضيء مسرحها الكبير»، عن الشرارة الأولى للمسرح العربي، وتحديداً عام «1847م» مع الأخوين مارون وسليم النقاش، عندما قدما أول مسرحية عربية «البخيل». وأعقب ذلك نهضة مسرحية عارمة في مصر وبلاد الشام، ومن ثم في جُلّ أرجاء الوطن العربي، وقاد تلك المسيرة ثلة من المبدعين ومحبي المسرح (أبي الفنون)، ومنهم يعقوب صنوع، وأبو خليل القباني، وجورج أبيض، ويوسف وهبي، ونجيب الريحاني، ومن تلاهم من أساتذة المسرح، الذين أسسوا ورسخوا دعائم المسرح أداةً ثقافية واجتماعية فنية.
وفي تفاصيل العدد؛ توقفت نسرين محمد عند إسهامات الشاعر محمود سامي البارودي في النهضة الأدبية والقصيدة العربية، وكتب وليد رمضان عن «ريلكه» أحد أعظم شعراء ألمانيا الذي تغنَّى بمجد الإسلام وحضارة العرب. وسلَّط سامي أبو بدر الضوء على تاريخ مدينة «الطائف» عروس الغرب السعودي التي تعدّ من أقدم مدن الحجاز. ووثّق أحمد سليم عوض رحلته إلى مدينة «فوّة» من أقدم مدن دلتا مصر وهي تتلألأ تاريخياً.
أمّا في باب «أدب وأدباء»؛ فواكب خليل الجيزاوي فعاليات ملتقى الشارقة للسرد حول الرواية والذكاء الاصطناعي، ورصد محمد جمال المغربي التحولات الفكرية والنفسية الإنسانية في رواية «قلب الليل» لنجيب محفوظ، وتناول محمد حمودة الرواية العربية بين الحقيقة والتاريخ والإبداع، وقدم عمرو محمد الغزالي إضاءة على رواية «مائة عام من العزلة» لماركيز الذي كتب ملحمة إنسانية في مرآة قرية، فيما تناولت سمر جورج الديوب دهاليز الشخصية ومتاهات الواقع في رواية «الوجه الآخر» لفؤاد التكرلي، وحاورت د. أماني ناصر الأديبة أنيسة عبود، وكتب محمد مستجاب عن مسيرة الكاتب أحمد الشيخ، ورصدت مها بنسعيد التفاعل الحضاري والثقافي المغربي الأندلسي.
ومن الموضوعات الأخرى، كتبت د. أميمة أحمد عن الأديب محمد بودية، أحد رموز الثقافة الجزائرية، وقدم حجازي حسن أحمد مداخلة حول رواية «شوق الدرويش» لحمور زيادة الذي يمزج فيها بين عدة أشكال روائية، وتناول يوسف الغضبان قصص سمر عبد العظيم، وكتب مجد حيدر عن مسيرة «جون ماكسويل كويتزي» الذي فضّل العيش في عزلته بعيداً عن النجومية، وتناول سمير اليوسف رواية «وحده الشاطئ يبكي» لقاسم كوفحية، وقرأت عبير محمد سيرة الشاعر شكر الله الجر، وهو من شعراء مدرسة المهجر، وقدمت نسرين أنطونيوس قراءة في رواية «وحدها شجرة الرمان» لسنان أنطون، وكتبت نسرين خليل عن طارق إمام، وغير ذلك من الموضوعات.
وفي باب «فن. وتر. ريشة»؛ نقرأ موضوعات حول الفن التشكيلي والمسرح والسينما والموسيقى، ومنها: حاكم الشارقة يدعم إعادة تأهيل «مسرح بيروت الكبير» بالتعاون مع «اليونيسكو» لعبد العليم حريص، و«الفنانة جمان النمري.. المكان بوصفه فضاء للرسم» لمحمد العامري، و«الموجة الجديدة وفق صناعة الأفلام» لأسامة عسل، و«فيلم الصِّبا يحكي رحلة الإنسان مع الزمن» لورد حيدر، و«نبيل الحلفاوي.. من أعمدة الدراما العربية» لعبد الرؤوف توتي.