
نزار حين كتب عن الفراق ، كان يمسح دمعا قديما تُرك دون اعتذار، كان يتخلى عن يد لأجلها حارب كل الأيادي، وكان يدير ظهره في التفاته عن قصة حب طويل، إلا أنه أدرك بعد عذاب طويل أن التخلي فن مريح..
حرف نزار وحَنجرة الخليفة هما بعثٌ لمعجزة ثامنة، تجعل الإنسان يتصالح مع ضعفه بعد منتصف الليل، إنها حَنجرة تذكرك بكل هزيمة ثم تقول لك إن المشاعر التي يهان المرء فيها يتحول الحب إلى ضربة على المعدة، ولهذا تتلوى من فرط الحنين لأنه لا يد تمسح دمعك ولا حضن باستطاعته ترميم حطامك ولا شفاء إلا في التخلي.
إنه وداع دون ندم، رحيل مفاجئ لشخص أحرق قلبه وأبصر الرماد دون محاولة إنقاذ أخيرة، هكذا يشوه الحب جبينك ، ويترك خطوطا مثل الحبال كانت تمسك الشعور فور هربه، وفجأة تباغتك رغبة التخلي، تقرر الانتقام لغضبك، وتدهس صوت قلبك تحت قدم كبريائك..
يقرر الإنسان بعد رحلة من الصبر ألا يعود إلى الوراء، ثم يساعده صوت الخليفة وخليط من غرور نزار ..
إن نزار حالة عصية على التفسير في سسيولوجيا الأدب، ورجل من المدينة الفاضلة، إنه يتعالى عن الوجع ويعرف بقدرته على الهرب، ثم يتركك أسير الذكرى
لا مِعطف في يدي قد ينقذ امرأة وحيدة من برد الشتاء، كل الشوارع يا نزار تبعث لي رسالة طويلة وتعيدني إلى عالم خرافي تمنيت عيشه ..
كل رسالة تقول هذا العطر يشبه عطر رجل يتقن فن الرحيل ، كان يمر من هذا الشارع كل مساء ثم توقف نبض قلبه عن الثورة أمام أنوثتك ..
هكذا تموت قصص الحب على يدك يا نزار، ثم يحاول الخليفة بعثها من جديد، وفي توسلاته الصوتية يتجدد الألم، ثم لا نملك من الخِيارات إلا أن نقول وداعا لكل شعور أوجعنا ولكل ساحة بكينا بها دون أن يمد الحب ذراعه وينقذنا.
حياة جبريل










