قصائد تروي سيرة الوطن في بيت الشعر بالشارقة

ثلاثاء, 12/09/2025 - 01:11

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شعرية يوم الثلاثاء الموافق 9 ديسمبر 2025، شارك فيها كل من الشعراء: د. طلال الجنيبي، محمود محمد علي، رعد أمان، وأميرة توحيد، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي مدير البيت، وجمهور من النقاد والشعراء ومحبي الشعر.
قدمت الأمسية الدكتوره جيهان إلياس، التي استهلت تقديمها بالترحيب بالحاضرين، رافعة الشكر لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على رعايته لمنابر الإبداع، وقالت: "وما كان لهذا المشهد الثقافي أن يزدهر لولا الرعاية الحكيمة والدعم اللامحدود الذي يقدّمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى ، حاكم الشارقة، الذي يؤمن بأن الشعر يحفظ هوية الأمة ويثري وجدانها.".

استهل الأمسية الشاعر الدكتور طلال الجنيبي، بقصيدة عن الوطن عنوانها " أروع قصة"، تحدث فيها عن الإمارات وما فيها من مظاهر الازدهار والتطور، وما تحمله من قيم الأصالة والهوية، وقال فيها:
وغدت بلادُ الخيرِ جذرَ ترابطٍ
متماسكًا أضحى يمدُ روافدا

مـتعـمقــًا فيه الـتطورُ ينـجلـي
ليضيء في ركبِ التقدمِ موقدا

مـتـأصلًا تحيا السنونَ بعمــرِه
ليعيشَ ميراثُ الجدودِ مجسدا

ثم قرأ نصًّا  آخر بعنوان "نوافذ تتنفس"، قدم فيها تعريفات شعرية للرؤى الذاتية، وللعواطف الإنسانية التي تتجلى في صوت الشاعر الذي يلجأ إليه ليعيد صياغة الحياة عبر عدسه نصه، فيقول:
والصوت ليس سوى فرار صامت
عن صرخة عادت لتحفر أنهرا

والنوم ليس سوى مماتٍ حائر
وأعاده استيقاظ روح للورى

والحضن ليس سوى وفاء صارخ
لحنين جوع يستعيذ من القِرى

 بعد ذلك، قرأ الشاعر محمود محمد علي،  قصيدته المعنونة "نخلة في أرض الإمارات" والتي كانت مخاطبة وجدانية مع النخيل الذي يرمز للهوية والانتماء، فعبّر الشاعر عن حبه للأرض من خلالها،  ومما جاء فيها: 
يا محورَ المجدِ الكبيرِ تعاهدي
مني الولاءَ ومنكِ كلَّ رطيبِ

يا لحنَ شادنةٍ وعش حمامةٍ
ومنابرا حَظِيَتْ بخيرِ خطيبِ

يا دولة رفعت أكف شبابها
تدعو لها ... والله خير مجيب

أنا بالمحبة في ذراكِ سأرتقي
درجَ الطموحِ وألتقي بدروبي

 ثم قرأ نصاً آخر أهداه لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واصفا في أبياته كرمه وجوده وما قدمه من مبادرات إنسانية وثقافية امتد أثرها من الشارقة إلى كل العالم العربي، وقال فيه:

‎رُزِقتَ كفًّا لغير الله ما انبَسَطَتْ
وجُدتَ حتّى بلغتَ البَدوَ والحَضَرا

‎تبني الحضارةَ فكرًا فعل مقتدر
‎يسمو ويترك في أرواحنا أثرا

‎يا سَيِّدَ الفكرِ والإبداعِ مُلهِمَنا
سُلطانَ مَجدٍ سَما، فاستَوعَبَ البشرَ

 خلقت كونا وفيك الفلك سابحة
وشمسُهُا ينبغي أن تُدرِكَ القَمَرا

بعده قرأ الشاعر الإعلامي رعد أمان مجموعة من نصوصه، كان منها قصيدة  "شعب المعجزات" التي تناولت سطورها ما تتميز به الإمارات من خير وإنسانية وخصال أخلاقية استثنائية، فيقول:
لو رُحتَ تطوي الأرضَ وهي وسيعةٌ
ما عدتَ غيرَ بهَبْوَةٍ وهباءِ
هي ههنا فينا وفي وطنٍ لنا
يذكو ثَراهُ بعابقِ اللألاءِ
هو جنةُ الدنيا وبهجةُ عرسِها
وطنُ الهدى والخير والنعماءِ

ثم قرأ قصيدة أخرى عنوانها "قلب الشاعر"، التي تماهت أبياتها مع عواطف الشاعر وعلاقته مع المرأة، التي تمثل نبع الإلهام والحب في الشعر، فيقول:
لعذارى كأنهنَّ جواهرْ
راح يهفو مولَّهاً قلبُ شاعرْ

زفَّه نحوهنَّ وحيٌ موشًى
بالدراريِّ والنجومِ الزواهرْ

سامياتٌ أحلامُهُ سابحاتٌ
في مفاضٍ عذبِ المناهل غامرْ

بعد ذلك قرأت الشاعرة أميرة توحيد قصائدها، والتي قدمت نصا بعنوان "أنغام المجد" رفعته إلى الإمارات، وتغنت فيه بشموخها وعزتها وأخلاق أهلها، فقالت:
يا نَخْلَةً بالسما تَمتَدُّ شامِخةً
ما ضلَّ صاحِــبُـــها أو بــــاتَ مُــنْــكَسِرا
سَبْقٌ ومُعْجِزَةٌ بالصِّدقِ سَطَّرَها
وَالسَّعـــدُ رايَــتُــــــها صـــارتْ لَـــهُ قَــدَرا
في أرضِها غُرِسَتْ أخلاقُهُ فَغَدتْ
منـــارةً سِــحــرُها كــم يأسِــرُ البَصَـــرا

كما قرأت نصا بعنوان "عكاز صبر"، نسجت فيه المشاعر بلغة رقيقة، مستخدمة فيها دلالات الطبيعة من غمام ونجوم وسماء، لتستمد منها جماليات نصها الذي جاء فيه:
كأنِّي غمـــامٌ والمــــــدى مستحيــــــلُ
أسافرُ في صمتٍ و دمعي دليلُ

أرتِبُ شهْقاتِ النجومِ بخافقــي
وأُطلِــــقـــــهـــا لـــحنــًا بـــهِ أســتـميـــلُ

على قدرِ أحلامي يراودني الهوى
فــتعـــلو سمـــــــائي تـــارةً و تــــمـيـــــــــلُ

وفي الختام كرّم الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.